إلى أن صفعنا و من دون سابق إنذار بموتها المفاجىء إثر حادث أليم نتيجة طيش شبابي مجنون و مدمر، فما الذي أصاب بيتنا وبأي حال أصبحنا، الأولاد دائماً يتساءلون؟»
هذا حال أسرة من عشرات الأسر التي تفقد الأم لذات السبب أو غيره- عندها يا ترى مباشرة ودون تفكير نسأل من ستأخذ مكان الأم في شيل حملها و توزيع عاطفتها ومن ستكمل سقاية وردات الدار إلىأن تزهر.
بغياب الأم القدري أو القسري من ينوء بأعباء المنزل؟! سؤال كبير جداً، وقد تكون الإجابة صعبة و غير مرضية، سألناه لحالات عديدة و متشابهة فكانت الأجوبة أيضاً متشابهة.
في بداية المصاب غالباً الأهل يتحملون الحصة الأكبر و بالأخص أهل الزوج، ومن ثم تأخذ العمة المرتبة الثانية في تحمل المسؤولية وتأخذ الأخت الكبرى إن وجدت المرتبة الثالثة، لكن الكارثة إن غابت الأم وغاب معها من يتقاسم مهامها.
هنا يبرز سؤال عريض عند ذلك يا ترى هل ترتدي/ الخالة/ زوجة الأب رداء الأمومة المناسب لقياسها، أم ترتدي فعلاً الثوب المناسب للتفاصيل الدقيقة لحاجات الأولاد و الزوج الحقيقية المعتادين عليها، أعتقد بأن هذه الخطوة غاية في الخطورة إن لم توظف في المسار الصحيح .
فكلمة الأم قد تكون مفردة صغيرة لكنها تحمل كتلة معان ومشاعر لا حدود لها، بل تزداد كل يوم ارتقاءً وسمواً ورفعة لتظل سراً غامضاً يكتنز دفء الحياة بأكملها، كما أعتقد أن من ستعلب دور الأم في الحالات التي ذكرت، من المفروض أن يكتب لها النجاح و الفوز بالحصول على الكأس الذهبية التي دخلت الملعب لأجلها و بكامل إرادتها لتحظى في نهاية المطاف بسماع الأولاد الذين تعهدت تربيتهم بمناداتها/ يا أمي/ قد تنجح بلعب الدور و تفوز بالكأس لسببين الأول يعود لذكائها و حسن تدبيرها لأنها دخلت الملعب و تريد أن تترك بصمة تحتذى والثاني لأنها أنثى ومن مشتقات الأنثى انفردت كلمة الأم لتبقى جوهرة منفردة، لا أحد ينافسها على معاني مكنوناتها السامية، فالأنثى قادرة على النجاح حتى لو ارتدت ثوب الأم ارتداءً، على مبدأ المثل القائل:
«الأم التي تربي و ليست الأم التي تنجب»