تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استراتيجية أوباما لمحاربة الإرهاب .. قطع الذيل والإبقاء على الرأس

دراسات
الاثنين 15-9-2014
فؤاد الوادي

ربما يكون العنوان الأمثل لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب هو (قطع الذيل والإبقاء على الرأس )- هذا إذا افترضنا طبعا أن للإرهاب رأسا واحدا - ،

ذلك أن الاقتراب منه أي من رأس الإرهاب خط احمر يعني تجاوزه في صلب عقيدة اللاعقيدة عند الولايات المتحدة الأميركية ووضع السكين على الرقبة الأميركية انطلاقا من النظرية القائلة إن الولايات المتحدة هي رأس الإرهاب في العالم .‏

فانتازيا الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب لم تثر حفيظة الدول المستهدفة في خطته فحسب بل أثارت حفيظة معظم دول العالم بسبب فانتازيتها المفرطة لجهة ابتعادها من جهة عن الواقع وحقيقة مايجري على الأرض ولجهة تعمدها التعلق بالهوامش وترك المساحات والعناوين الكبرى التي تقتضيها مكافحة الإرهاب .‏

لقد رسمت إستراتيجية الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب معالم الطريق للفترة المقبلة ، رغم أن صيرورة الأحداث في المنطقة ومنذ هبوب رياح وعواصف (الربيع العربي ) قد حددت خطوطا وعناوين عريضة للمرحلة برمتها ، لكن أي الإرهاب هو المقصود من وراء تلك الإستراتيجية، بلا شك انه الإرهاب الذي يناسب ويواكب مصالحها وأهدافها و إستراتيجيتها ،وهذا لا يتحقق إلا إذا كان الإرهاب المقصود تحت السيطرة وتحت القبضة الأميركية وهذا بدوره لن يكون إلا إذا كان الإرهاب صناعة أميركية بامتياز.‏

لكن السؤال الذي يفرض حضوره على ساحة العبث السياسي الأميركية التي لاتزال تستهزئ بعقول وذاكرة الشعوب ، كيف للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين حصر محاربة الإرهاب في مكان معين (العراق) رغم علمهم وقناعتهم الأكيدة باستحالة تحقيق ذلك لسبب بسيط وهو أن الإرهاب الموجود في العراق جزء لا يتجزأ من الإرهاب الموجود في سورية ولبنان وليبيا ومصر واليمن وفلسطين المحتلة وهو امتداد له، والاهم من ذلك أن كل ذلك الإرهاب الموجود في المنطقة ليس إلا نتيجة طبيعية لجملة من الأسباب التي أنتجتها وكرستها إستراتيجية الولايات المتحدة والغرب الاستعماري في المنطقة والعالم التي تقوم وترتكز على سياسة ازدواجية المعايير والنظر بعين واحدة والتي تهدف بدورها إلى تحقيق المصالح والمشاريع والطموحات الأميركية والغربية في كل مكان من العالم على تمدد ذلك الإرهاب متعدد الرؤوس !؟ ، واستحالة تحقيق ذلك دون مساعدة دول جوار العراق المتضرر الأكبر من الإرهاب .‏

سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أعاد وضع الأمور إلى نصابها الصحيح بعد حالة الصخب التي أعقبت اجتماع الناتو وإعلان تشكيل حلف لمكافحة الإرهاب عندما تكلم بلسان بلاده قائلا إن مكافحة الإرهاب تستدعي تخلي الغرب عن التمييز بين الإرهابيين وسياسة المعايير المزدوجة، معتبراً أن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه في قمة حلف شمال الأطلسي لا يمكن أن يكون فعالا بسبب قيامه على أساس مصالح مجموعة معينة من الدول والسعي إلى تحييد الخطر في منطقة واحدة دون أخرى ، موضحا أن أي تحالف لا يمكن أن يكون واعداً إذا كان مقاما على أساس حماية مصالح مجموعة محددة من الدول فقط ومشكلا على أساس الاهتمام بتحييد تهديدات الإرهاب في جزء منه فقط بل والمشبع بخليط كبير من الإيديولوجيات والنزعات الصدامية .‏‏

يذكر أن الدول التي سيتشكل منها التحالف ستضم بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وتركيا ، وأما الإستراتيجية التي تبناها الحلف للقضاء على (الدولة الإسلامية ) فهي تنطلق من التنسيق عبر خطوط متعددة من الجهود ، وتشمل هذه الجهود: الدعم العسكري للشركاء العراقيين، وقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى التنظيم، مكافحة تمويل تنظيم الدولة، التصدي للأزمات الإنسانية (التي يسببها التنظيم)، إنهاء شرعية الأيديولوجية الخاصة بالتنظيم» ، كما اتفق الحلف على تشكيل قوة متعددة الجنسيات، تكون مهمتها تبادل المزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الأجانب من سورية والعراق وإليهما، لما يمثله هؤلاء المقاتلون من تهديد حاد للحلفاء في الأطلسي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية