تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جذور أعمال داعش الوحشية

عن الاندبندانت
دراسات
الاثنين 15-9-2014
ترجمة: غادة سلامة

منذ الظهور المفاجئ لتنظيم الدولة الاسلامية المتشدد على الساحة تصدرت أخباره وما يمارسه من دموية كل وسائل الاعلام ووصلت أصداء أفعاله الى كافة أنحاء المعمورة ولكن كيف يمكن تفسير تلك الوحشية التي يمارسها هذا التنظيم ؟

حيث بات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش مرادفا للوحشية لما ارتكبه من عمليات ذبح وصلب ورجم ومجازر ودفن ضحايا احياء وتطهير ديني وعرقي واستهداف أقليات .‏

ففي الوقت الذي تبدو فيه هذه الوحشية بلا تفسير لدى الأغلبية المتحضرة من الناس . الا أنها على النقيض من ذلك بالنسبة للتنظيم الذي يرى في هذه الوحشية خيارا مبررا وقرارا نابعا من ايدلوجية تنظيمه وذلك من أجل ترويع الأعداء والتأثير في الآخرين بغية تجنيدهم حيث يتمسك تنظيم الدولة الاسلامية بعقيدة الحرب الشاملة دون قيود أو حدود فلا يوجد على سبيل المثال فصل في خصومة بالتحكيم أو حل وسط عندما يتعلق الأمر بتسوية نزاعات حتى ولو كانت مع خصوم من الاسلاميين . وعلى نقيض سلفه تنظيم القاعدة لا يقدم تنظيم الدولة الاسلامية تفسيرا دينيا يبرر جرائمه الشنيعة والمقززة .‏

فجذور أعمال العنف لديه يمكن رصدها في موجتين على الرغم من كون نطاق وحشية أفعاله تجاوزت هاتين الموجتين .‏

فالموجة الأولى كانت قد تأسست على يد سيد قطب وهو مفكر اسلامي مصري متشدد يعد كبير منظري نظرية الجهاد الحديث والتي تهدف الى استهداف الأنظمة العربية العلمانية أو ما يمكن وصفه بنظرية العدو القريب حسب نظرية الفكر الجهادي لسيد قطب وأتباعه ولكن هذه الموجة عزفت فيما بعد عن اللجوء الى العنف السياسي . بعد اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات عام 1980 حيث تبددت شعبية هذا التمرد الاسلامي في نهاية تسعينيات القرن الماضي بعد أن أودت بحياة نحو الفين كما شهدت هذه الحقبة ذهاب عدد كبير من المتشددين الى أفغانستان لقتال الروس حيث أظهر الجهاد الأفغاني ضد السوفييت أنذاك الى بزوغ الموجة الثانية وبهدف محدد وهو ما يعرف باسم العدو البعيد والمتمثل بالولايات المتحدة وحتى أوروبا . وكانت هذه الموجة بقيادة ثري سعودي اسمه اسامة بن لادن . حيث ذهب بن لادن الى حد تبرير الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول سيبتمر عام 2001 بانه دفاع جهادي انتقاما من الهيمنة الأمريكية التي تمارس على المجتمعات المسلمة . حيث استطاع بن لادن بذلك اللعب على وتر كسب العقول والقلوب الاسلامية المتطرفة واستطاع أن يبيع رسالة للمسلمين وحتى الأمريكيين وترويج فكرة الدفاع عن النفس وليس العدوان . لكن هذا النوع من التبرير لم يلق رواجا لدى زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي , الذي لا يعبأ بما يعتقده العالم بشأن سفك الدماء . وعلى نقيض الموجتين الأولى والثانية يشدد تنظيم الدولة الاسلامية فعليا على أعمال العنف على حساب الدين والنظرية وهو لا يقدم أي حصيلة فكرية واضحة تحافظ على قاعدته الاجتماعية وتغذيها انه باختصار الة للقتل بكل ما للكلمة من معنى .‏

وبعيدا عن الاشمئزاز والقرف من وحشية التنظيم ينجذب المتطوعين الشباب لأساليب الصدمة والترويع التي يمارسها التنظيم وأساليب الترويج لفكرة الجهاد من جهة واغرائهم بالمال من جهة أخرى وكان للغنائم التي حصدها التنظيم في ميدان المعركة لا سيما الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي والعمل على تأسيس خلافة اسلامية الشيء الهام الذي كان له التأثير الكبير لدى شريحة معينة من الشباب الذي انجرف وراء أفكار مضللة تقوده الى الفناء في نهاية المطاف حيث انضم مسلحون من الدول الغربية الى تنظيم الدولة الاسلامية والجماعات المتشددة الأخرى لأنهم كما يقولون شعروا بانهم جزء من مهمة أكبر وهي احياء الخلافة الراشدة الضائعة بنظرهم لأنهم جزء من مجتمع خاص متماسك له هوية قوية . حيث هاجر كثير من الشباب في البداية من لندن وبرلين وباريس وأماكن أخرى الى أراضي الجهاد المزعومة وانتهى بهم المطاف في قبضة تنظيم الدولة الاسلامية التي جعلتهم يرتكبون أقبح الافعال التي يمارسها التنظيم مثل ذبح الأبرياء من المدنيين وخطفهم بغية الحصول على الفدية .‏

ولا شك أن قدرة داعش على استخدام شبكات التواصل الالكتروني ساعدتها كثيرا في نشر دعايتها الى الجهادين الشباب في شتى أبقاع العالم الامر الذي ساعد في تمددها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية