ففي مقابلة مع صحيفة الاندبندنت البريطانية أكد السيناتور الأميركي السابق والرئيس المشارك في لجنة التحقيق الخاصة بهجمات أيلول في الولايات المتحدة بوب غراهام أن نظام آل سعود له دور محوري ورئيسي في تمويل تنظيم (داعش) الإرهابي مشيرا إلى أن فشل الولايات المتحدة في التحقيق بالدور الذي لعبه النظام السعودي الحليف الوثيق لواشنطن في هجمات أيلول عام 2001 ودعمه لتنظيمات متطرفة منذ ذلك التاريخ أدى إلى ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي وساعد في امتداد نطاق إرهابه وجرائمه في المنطقة.
واعتبر أن تجاهل ما يفعله نظام آل سعود والتعامل معه كحليف موثوق للولايات المتحدة ساهم في فشل أجهزة الاستخبارات الأميركية بتحديد تنظيم داعش الإرهابي بوصفه (قوة صاعدة).
وأوضح أن أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء التقديرات الضعيفة لأجهزة الاستخبارات الأميركية بشأن (داعش) الإرهابي تعود إلى عدم الاهتمام بما يكفي بدور نظام آل سعود في دعم التنظيمات الإرهابية على شاكلة تنظيم القاعدة. وردا على سؤال مهم حول السبب الذي يكمن وراء حرص الولايات المتحدة منذ عام 2001 على التغطية على نظام آل سعود طوال العقود الماضية أوضح أن هناك تفسيرا واحدا (وهو التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية الذي يعود إلى الحرب العالمية الثانية) مشيرا إلى وجود علاقة شخصية وثيقة تجمع بين عائلة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ونظام آل سعود.
بدوره علق الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن الذي أجرى المقابلة على انتقادات غراهام للسياسة الأميركية تجاه السعودية بأنها مهمة لأنها تأتي وسط تزايد الشكوك في الولايات المتحدة حول الفائدة والحكمة من الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء الماضي حول مواجهة داعش الإرهابي والتي شملت التعاون مع (مشيخات الخليج ) كحلفاء حاسمين من أجل التصدي للتنظيم المذكور.
وأوضح كوكبيرن أن الدور السعودي في هجمات أيلول واضح ومعروف حيث كان 15 من أصل 19 إرهابيا ممن خطفوا الطائرات التي ساهمت في تلك الهجمات سعوديين وكان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن عضوا في النخبة الحاكمة السعودية.
وأشار إلى أن التحقيقات في هجمات أيلول كشفت أن تمويل تنظيم القاعدة اعتمد على مجموعة أساسية من المانحين من القطاع الخاص ومؤسسات في السعودية ومشيخات الخليج.
ولفت إلى أنه على الرغم من علاقة السعودية الوثيقة بالمتورطين في هجمات أيلول إلا أنه تم علاج الموقف مع السعودية ومواطنيها بتساهل استثنائي وسمح لنحو 144 شخصا معظمهم من الطبقة الأرستقراطية السعودية بالعودة إلى بلدهم في غضون أيام بعد الهجمات دون استجواب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. ومن خطر (داعش) إلى إعلان أميركي عن مولود إرهابي جديد، حيث حذر مسؤولون أميركيون من خطر تنظيم إرهابي يعرف باسم (خراسان) يضم في صفوفه إرهابيين ومتطرفين قدموا من أوروبا واليمن وأفغانستان وغيرها لارتكاب جرائم مروعة في سورية ويرتبط بمصنعي المتفجرات في اليمن ويخطط لاستهداف الطائرات المتجهة إلى أميركا.