ناهيك عن الخسائر البشرية التي مني بها الشعب الأفغاني نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأطلسية والأميركية كل يوم.
فبعد سنوات من القتال فقد آلاف البشر حياتهم وشرد ملايين أخرين وأنفقت مليارات الدولارات دون تحقيق أي تقدم في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
فقد بلغ عدد القتلى منذ بدء الحرب في أفغانستان عام 2001 أكثر من 150 ألف قتيل وعدد النازحين داخليا وخارجيا نحو 4 مليون شخص حسب عضو مجلس البرلمان الأفغاني رمضان بشار دوست، الذي أكد أن هذه الحرب لا تصب في مصلحة الشعب الأفغاني.
في حين قالت مصادر أميركية مناهضة للحرب إن عدد القتلى المدنيين الأفغان الذين سقطوا في الغارات الجوية في الأسابيع الأولى فقط من بدء الحرب ، فاق كثيرا عدد ضحايا المدنيين الأميركيين في تفجيرات 11 أيلول التي كانت السبب المباشر وراء إطلاق آلة الغزو صوب كابل.
ويشير ملف أعده البروفيسور مارك هارولد من جامعة نيوهمبشاير في الولايات المتحدة إلى أن عدد القتلى المدنيين الأفغان في الأسابيع الأولى للحرب وصل على الأقل إلى ما يقارب 3000 إلى 3400 قتيل.
وكل يوم تزداد حصيلة القتلى المدنيين في أفغانستان سواء بفعل الغارات الجوية التي تشنها قوات الناتو والقوات الأميركية على مواقع لحركة طالبان، أو في العمليات التي تقوم بها الحركة.
وفي مطلع العام الحالي وثّقت بعثة المساعدة في أفغانستان التابعة للأمم المتحدة سقوط 3021 شخصاً قتلى خلال العام 2011 مقارنة بـ2790 قتيلا مدنياَ خلال العام 2010 و2412 قتيلا مدنيا خلال العام 2009.
وصنف التقرير عام 2011 أكثر الأعوام دموية في أفغانستان، حيث سجلت الأشهر الستة الأولى منه زيادة بنسبة 15 في المئة في عدد الوفيات بين صفوف المدنيين من جراء الحرب.
وهذا ما دفع مفوضة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان نافي بيلاي إلى إعلان القلق من أن يستمر ارتفاع أعداد القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين عاما إثر أخر.
وحسب الأمم المتحدة، انخفض عدد القتلى المدنيين في أفغانستان بنسبة 15% خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وهي فترة سجل فيها سقوط 1145 مدنيا، وشكل النساء والأطفال 30% من عدد الضحايا، حسب الأمم المتحدة، التي تحدثت رغم ذلك عن تراجع بنسبة 23% في عدد المدنيين الذين يقتلون في غارات قوات التحالف الدولي، ويصف الأفغان القصف الذي تقوم به القوات الأمريكية والدولية بالعشوائي، وهو موضوع طالما أزّم علاقة كابل وواشنطن. وقال مسؤولون دوليون ان الأطفال والنساء والرجال الأفغان ما زالوا يقتلون في هذه الحرب بمعدلات عالية، داعين الأطراف المشاركة في النزاع إلى تعزيز جهودها بشكل كبير لحماية المدنيين. وتقول مجموعة الأزمات الدولية في تقرير لها في العام الماضي إنه رغم المساعدات بقيمة مليارات الدولارات فإن الحكومة الأفغانية ومؤسسات الدولة لا تزال هشة وغير قادرة على توفير الحكم الرشيد وتوفير الخدمات الأساسية لأغلبية السكان أو ضمان الأمن البشري.