تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليليـــــــــت..ملهمـــــــــــــة دراكــــــــــــولا

ثقافـــــــة
الخميس 11-10-2012
 ترجمة: مها محفوض محمد

ظهر مصاصو الدماء على مر العصور وقد عرفتهم حضارات عدة وثقافات الغرب بشكل أساس، كما ترافق نشاط تلك الظاهرة المرضية مع اندلاع الحروب والأزمات من مجاعة وأوبئة على غرار ما حدث خلال العصور الوسطى مع انتشار محاكم التفتيش.

وبذلك فقد طرق مصاصو الدماء أبواب المسرح والقصة القصيرة والرواية والسينما والفنين الثامن والتاسع لينضوي إرهابهم تحت ممارسات أندادهم من أكلة لحوم البشر.‏

وقد ولدت هذه التسمية في الكاريبي و مناطق متفرقة من القارة السمراء حتى تكاد تصخب الرواية الشفهية وأغاني سحرة تلك البقاع بوقائع ومفردات هذه الظاهرة غير الطبيعية.‏

ولأن رواية «برام ستوكر» و عنوانها «دراكولا» ليست الأولى من نوعها في عالم الأدب و لا تزال تحقق اقتباساتها شعبية منقطعة النظير على صعيد مؤلفات الخيال العلمي فقد سبق ستوكر الى تناول تلك الشخصية الشريرة الخارجة عن المألوف القاص «جون ويليام بوليدوري» صاحب قصة «مصاص الدماء»، وقد عمل فترة سكرتير الشاعر البريطاني المعروف لورد بايرن وصدر هذا العمل الأدبي علم 1819.‏

وبالعودة الى مسيرة هؤلاء الأشرار عبر التاريخ نجد أن الناقد اللاهوتي مايكل رانفت كان قد نشر في لابيزيغ عام 1728 دراسة تحت عنوان «أكلة لحوم الأموات في القبور» والتي أحدثت ضجة واسعة في الأوساط الكنسية والعلمانية على حد سواء حيث ادعى هذا الباحث أن الأموات بامكانهم التغلغل في عالم الأحياء والتأثير عليهم من خلال أعمال شيطانية رغم أن مصاصي الدماء هم أقرب الى وطاويط المقابر ليس الا.‏

وكانت الأساطير الشعبية المنتشرة في بلاد البلقان خاصة شمال شرق بلغاريا قد تداولت قصصا خرافية حول عبث الأموات بأقربائهم الأحياء كما ورد في ترانيم المآتم في دبروجا و فيرشيللو المجاورة للحدود التركية و سوزوبول الواقعة على البحر الأسود ومناطق أخرى من رومانيا لاتزال تحتفظ في متاحفها التاريخية بوثائق تروي مآثر مصاصي الدماء خلال القرون الوسطى.‏

كذلك يعرض متحف صوفيا التاريخي هياكل عظمية لأموات اتهموا بمص دماء ضحاياهم حملوا في أيديهم نقداً ذهبياً يعود للقرن الثامن عشر وكانت تلك الجثث تسرق ضحاياها قبل أن ترتشف دماءهم.‏

وقد عادت تلك المعتقدات للظهور مع اندلاع الحربين العالميتين وانتشر أدب خاص بالأعمال الارهابية التي مارستها قوات الحلفاء والمحور على حد سواء كما استخدم كل فريق التصفيات الجسدية و أساليب مصاصي الدماء في القتل و تقطيع الأوصال و الانتعاش برؤية الدم في حروبهم النفسية مع ازدهار القصص التي تروي مغامرات قاطني الغابات من لصوص القطعان والفارين من الجيوش الأوروبية المتناحرة و من أصحاب العاهات الذين انشقوا عن قراهم و أريافهم ومن السحرة الدجالين الذين يتعاطون الشعوذة ويعاقرون الخمر.‏

وقد اعتبر الشعراء والكتاب هؤلاء من أحفاد ليليت الملعونين (ليليت هي الزوجة الأولى لآدم وشيطانة ذريته وهي والدة مصاصي الدماء وفتيات الهوى ومنافسة حواء) تأتي هذه المعتقدات من التلمود باعتبارها تنتمي للتراث البابلي حيث تروي القصص التي انتقلت من البلقان ليعتمدها غوبكز في حربه النفسية في أنحاء العالم وقد تداولتها أفلام الفن السابع و أفلام الكرتون ليغدو «بيلا لوغوسي» أول دراكولا في السينما و هو من مواليد ترانسيلفانيا البلقانية وقد ادى على المسرح برودواي شخصية مصاص دماء في مطلع القرن العشرين قبل أن ينتقل الى الشاشة الفضية عام 1938 ويمثل عدة أفلام من انتاج يونيفيرسل حول هذا الموضوع، ثم تلاه الممثل البريطاني الشهير كريستوفر لي الذي أدى أدوار مصاص الدماء وأيضا فرانكشتاين.‏

ولم تتوقف هوليوود عن الترويج لتلك الممارسات الإرهابية على هامش الحروب الأهلية وغسل الأدمغة حيث استخدمت طريقة مصاصي الدماء و أسلوبهم، هذا وكان كارل ماركس منذ زمن قد عراهم حين وصف الرأسماليين وأصحاب المصارف بمصاصي دماء الشعوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية