أن نحول الجمادات إلى كائنات ناطقة,نحن بداية ونهاية نشغل هذا الحيز أو ذاك من الفراغ فهل نكون فراغاً آخر أم نكون الامتلاء المبدع الذي يسد كل ثقوب هذا الفراغ ..
هكذا قال الرجل للمرأة حتى يقترب منها, ومن إنسانيته, وهكذا قالت المرأة للرجل حتى تكون معه في رحلة الحياة, معه جنباً إلى جنب.
أنا أشعر بك أكثر وأحس بك أكثر عندما تكون مختلفاً عني لا نسخة كربونية مني, لاأريدك أن تكون على شاكلتي حتى لا أراك أمامي كلما تطلعت إلى وجهي في المرآة, أريد أن أراك خارج المرايا والأطر المحددة أريد أن أراك خارج التوقعات وألبومات الصور ... هكذا قالت المرأة للرجل.
من الآن ياصديقتي سوف أحاول أن اقترب منك حتى أدخل في إنسانيتي وأنا أفكر أن الرجل يصبح رجلاً بمقدار ما تحقق المرأة فيه في وجدانه وعمره وفي عينه حين يبكي أوحين يغالب دمعة عنيدة ومنكسرة في الوقت نفسه.
أحلم الآن أن نبكي مرة معاً, والبكاء هنا لا يشكل هدفاً أو غاية لكن لحظة بكائنا معاً تعني لحظة انتصارنا على الوهم ولحظة امتزاج قوتنا كلها بضعفنا كله وعندما تكون المعرفة العميقة هي الهدف فإن رحلة الحياة تصبح أمتع وأروع وأكثر صمتاً وضجيجاً.