تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة .. موال أردوغان ..!

آراء
الخميس 11-10-2012
 سليم عبود

في زمن  «العسل»  بين الحكومتين التركية والسورية ، نشطت مهرجانات ثقافية، وفنية ، وندوات ، ومحاضرات  أحياها  مثقفون أترك ، وسوريون  في البلدين .

أذكر : بعد محاضرة قدمتها في تركيا بعنوان:«قراءة في مستقبل العلاقات السورية التركية ».‏

تقدم مني  رجل ، يعمل مدرساً للعلوم السياسية   في جامعة أضنه   ،وتمنى عليّ أن نشرب القهوة معاً .‏

جلسنا في مقهى قريب من مكان المحاضرة  ،  كان حديث الرجل    يخالف التيار العام المتحرك  آنذاك بين  البلدين بقوة ، قال :« العلاقات بين الدول   لاتبنيها الحكومات ، وإنما تبنيها الشعوب ، لاتتوقفوا كثيراً عند  أردوغان  ، الرجل الثعلب  ،وهو  غير جاد بتوطيد العلاقات معكم ،   في رأسه موال غير نظيف ، انتبهوا  قلت : الزمن يكشف  ،  والنيات غير الشريفة لها نهايات سريعة  دائماً».‏

  ‏

الزمن  كشف نيات  أردوغان وفريقه السياسي ، من غير مقدمات تحوّل أردوغان إلى حاقد على سورية وقيادتها، يمارس  دور  رجل    تفجرت فيه شهوة الدم.‏

 إن هذا السلوك  المشبع بالعداء ، والنعرات المذهبية، والطائفية ، والعرقية ، الذي يمارسه اردوغان ضد سورية،  يوقظ في ذاكرتي  حديث  ذاك الأكاديمي التركي قبل سنوات  .‏

حقيقة..‏

الشعوب هي التي تبني العلاقات القوية فيما بينها .‏

إن الثابت في العلاقة بين  تركيا وسورية   هو « الشعب السوري والشعب التركي ، و المتحول  في هذه العلاقة كان  أردوغان .. وحكومته ، الذي  كان يلون بالرمل  وجه   العلاقة  مع القيادة السورية  ،  في لحظة ، تناثر الرمل  برياح الأزمة  التي أحدثها بالتعاون مع قطر والسعودية والغرب وإسرائيل ، فبدا أردوغان على حقيقته  شيطانياً ، يقذف إلى سورية  الرصاص ،والسم ، والموت ، والدمار ، والمجرمين ، والحقد.»‏

صدق الرجل يوم  قال لي: إن في رأس أردوغان  موالاً  غير نظيف  ،وأذكر ماقاله أيضاً  :أردوغان ليس أكثر من حنجرة  أمريكية وإسرائيلية لتمرير الموال الأمريكي على  سورية ، و العرب ، كل العرب من غير استثناء .‏

  ‏

لم تنطفئ شعلة العلاقة بين الشعبين السوري والتركي ، رغم محاولات القيادة التركية  تخريبها ،  يقول  الرئيس بشار الأسد في عز علاقات العسل مع الحكومة التركية : « إن ضمانة استمرار العلاقات الطيبة بيننا وبين تركيا  رغبة الشعبين بعلاقات تنطلق من الثقافة والتاريخ»‏

  ‏

اليوم يخرج  الشعب التركي في تظاهرات صاخبة تندد  بمواقف، وسياسات  أردوغان تجاه  سورية ،   هذا الشعب يؤكد مراهنة القيادة السورية على الشعب التركي لاستمرار العلاقات السورية التركية.‏

 لقد أغمض أردوغان عينيه وقلبه عن مشاهد حب الشعب التركي لسورية،‏

وأصم أذنيه عن الأصوات التي تتهمه بتنفيذ مخطط إسرائيلي أمريكي .‏

 العالم  كله رأى  الأعلام السورية ، وصور الرئيس بشار الأسد محمولة من قبل المتظاهرين الأتراك  في كل شوارع المدن التركية  ،‏

هذه المشاهد تجعل قلوبنا في سورية تقفز فرحاً ،وإحساساً بنبض الأخوة الحقيقية.‏

  أنا على يقين بأن العلاقات  بين الشعبين التركي والسوري ستظل حية ،وحارة ، ولن تستطيع حكومة أردوغان التي كذبت ونافقت ، وادعت ، وتمظهرت أنها تريد رأب صدوع التاريخ بين تركيا وسورية  ضرب تلك العلاقات ، وقطع تدفق نسغ التواصل ، والقربى في شرايين التاريخ والجغرافيا  بين الشعبين .‏

  ‏

إن مشروع أردوغان اليوم يتهاوى ..‏

وإن أحلامه الطورانية تتسابق في الفراغ ..‏

لقد أضاع أردوغان الطريق الصحيح إلى قلوب العرب والأتراك ، عندما اتجه لتفجير العداء مع سورية لتحقيق المشروع الصهيوني - الأمريكي ،‏

كل الخرائط التي كان يعلقها  أردوغان على جدران أحلامه ، تمزقت بفعل  ضربات الجيش العربي السوري للقادمين بدعم وتسليح ، ورعاية من القيادة التركية، لقد تمزقت تلك الخرائط الواهية بفعل وعي وتلاحم الشعب العربي السوري  الذي احتقر خطاب أردوغان الطائفي والمذهبي والعنصري ،‏

وأضيف على ذلك :  وبفعل أصالة، ووعي  الشعب التركي الذي عارض سياسات أردوغان  على سورية ،  هذا الشعب الذي   رفع في شوارع المدن التركية، وأمام البرلمان التركي ، ومقر الحكومة التركية صور بشار الأسد  وأعلام سورية ليؤكد  تمسك الشعب التركي بالعلاقة مع سورية ، ورفضه للعدائية التي يمارسها أردوغان لمصلحة إسرائيل وأمريكا ، وحكام الخليج .‏

أنا على يقين أن دور أردوغان في المنطقة انتهى ..‏

فهل يريد أن يشعل الحرب على سورية  قبل أن يعلن اندحار دوره ..؟!..‏

لأردوغان كما قال ذاك الأكاديمي التركي « موال في رأسه »‏

أقول :انتهى موال  ،واكتفى بالصراخ على الحدود ، لعله يشعل حرباً .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية