أذكر : بعد محاضرة قدمتها في تركيا بعنوان:«قراءة في مستقبل العلاقات السورية التركية ».
تقدم مني رجل ، يعمل مدرساً للعلوم السياسية في جامعة أضنه ،وتمنى عليّ أن نشرب القهوة معاً .
جلسنا في مقهى قريب من مكان المحاضرة ، كان حديث الرجل يخالف التيار العام المتحرك آنذاك بين البلدين بقوة ، قال :« العلاقات بين الدول لاتبنيها الحكومات ، وإنما تبنيها الشعوب ، لاتتوقفوا كثيراً عند أردوغان ، الرجل الثعلب ،وهو غير جاد بتوطيد العلاقات معكم ، في رأسه موال غير نظيف ، انتبهوا قلت : الزمن يكشف ، والنيات غير الشريفة لها نهايات سريعة دائماً».
الزمن كشف نيات أردوغان وفريقه السياسي ، من غير مقدمات تحوّل أردوغان إلى حاقد على سورية وقيادتها، يمارس دور رجل تفجرت فيه شهوة الدم.
إن هذا السلوك المشبع بالعداء ، والنعرات المذهبية، والطائفية ، والعرقية ، الذي يمارسه اردوغان ضد سورية، يوقظ في ذاكرتي حديث ذاك الأكاديمي التركي قبل سنوات .
حقيقة..
الشعوب هي التي تبني العلاقات القوية فيما بينها .
إن الثابت في العلاقة بين تركيا وسورية هو « الشعب السوري والشعب التركي ، و المتحول في هذه العلاقة كان أردوغان .. وحكومته ، الذي كان يلون بالرمل وجه العلاقة مع القيادة السورية ، في لحظة ، تناثر الرمل برياح الأزمة التي أحدثها بالتعاون مع قطر والسعودية والغرب وإسرائيل ، فبدا أردوغان على حقيقته شيطانياً ، يقذف إلى سورية الرصاص ،والسم ، والموت ، والدمار ، والمجرمين ، والحقد.»
صدق الرجل يوم قال لي: إن في رأس أردوغان موالاً غير نظيف ،وأذكر ماقاله أيضاً :أردوغان ليس أكثر من حنجرة أمريكية وإسرائيلية لتمرير الموال الأمريكي على سورية ، و العرب ، كل العرب من غير استثناء .
لم تنطفئ شعلة العلاقة بين الشعبين السوري والتركي ، رغم محاولات القيادة التركية تخريبها ، يقول الرئيس بشار الأسد في عز علاقات العسل مع الحكومة التركية : « إن ضمانة استمرار العلاقات الطيبة بيننا وبين تركيا رغبة الشعبين بعلاقات تنطلق من الثقافة والتاريخ»
اليوم يخرج الشعب التركي في تظاهرات صاخبة تندد بمواقف، وسياسات أردوغان تجاه سورية ، هذا الشعب يؤكد مراهنة القيادة السورية على الشعب التركي لاستمرار العلاقات السورية التركية.
لقد أغمض أردوغان عينيه وقلبه عن مشاهد حب الشعب التركي لسورية،
وأصم أذنيه عن الأصوات التي تتهمه بتنفيذ مخطط إسرائيلي أمريكي .
العالم كله رأى الأعلام السورية ، وصور الرئيس بشار الأسد محمولة من قبل المتظاهرين الأتراك في كل شوارع المدن التركية ،
هذه المشاهد تجعل قلوبنا في سورية تقفز فرحاً ،وإحساساً بنبض الأخوة الحقيقية.
أنا على يقين بأن العلاقات بين الشعبين التركي والسوري ستظل حية ،وحارة ، ولن تستطيع حكومة أردوغان التي كذبت ونافقت ، وادعت ، وتمظهرت أنها تريد رأب صدوع التاريخ بين تركيا وسورية ضرب تلك العلاقات ، وقطع تدفق نسغ التواصل ، والقربى في شرايين التاريخ والجغرافيا بين الشعبين .
إن مشروع أردوغان اليوم يتهاوى ..
وإن أحلامه الطورانية تتسابق في الفراغ ..
لقد أضاع أردوغان الطريق الصحيح إلى قلوب العرب والأتراك ، عندما اتجه لتفجير العداء مع سورية لتحقيق المشروع الصهيوني - الأمريكي ،
كل الخرائط التي كان يعلقها أردوغان على جدران أحلامه ، تمزقت بفعل ضربات الجيش العربي السوري للقادمين بدعم وتسليح ، ورعاية من القيادة التركية، لقد تمزقت تلك الخرائط الواهية بفعل وعي وتلاحم الشعب العربي السوري الذي احتقر خطاب أردوغان الطائفي والمذهبي والعنصري ،
وأضيف على ذلك : وبفعل أصالة، ووعي الشعب التركي الذي عارض سياسات أردوغان على سورية ، هذا الشعب الذي رفع في شوارع المدن التركية، وأمام البرلمان التركي ، ومقر الحكومة التركية صور بشار الأسد وأعلام سورية ليؤكد تمسك الشعب التركي بالعلاقة مع سورية ، ورفضه للعدائية التي يمارسها أردوغان لمصلحة إسرائيل وأمريكا ، وحكام الخليج .
أنا على يقين أن دور أردوغان في المنطقة انتهى ..
فهل يريد أن يشعل الحرب على سورية قبل أن يعلن اندحار دوره ..؟!..
لأردوغان كما قال ذاك الأكاديمي التركي « موال في رأسه »
أقول :انتهى موال ،واكتفى بالصراخ على الحدود ، لعله يشعل حرباً .