تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وزير التربية أمام اليونيسكو: نتطلع إلى دور لليونيسكو في التوصل إلى إجماع دولي حول مكانة الأخلاقيات في الحفاظ على التراث العالمي

باريس
سانا
صفحة أولى
الخميس 11-10-2012
أكد الدكتور هزوان الوز وزير التربية أن الارادة السياسية العليا في سورية تتعاون مع الاصدقاء وتنفتح على المبادرات المخلصة لانهاء الازمة وتجدد دعوتها الصادقة والدائمة للبدء بحوار وطني غير مشروط

للخروج من الازمة وتجاوز اثارها عبر حلول تتناسب وعراقة الشعب السوري ودوره في الحضارة الانسانية وتؤمن بأن حل الازمة يجب ان يكون سوريا وبايدي السوريين انفسهم ودون اقصاء لاحد.‏

وأوضح الوزير الوز في مداخلة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التسعين بعد المئة للمجلس التنفيذي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو القتها نيابة عنه السفيرة لمياء شكور المندوب الدائم لسورية لدى المنظمة أمس أنه في 16 ايلول المنصرم التحق اطفال سورية بمدارسهم وافتتحت كذلك الجامعات السورية والمعاهد والهيئات التدريسية رغم تعرضها جميعا لاضرار جسيمة حيث الحق حقد المجموعات الارهابية المسلحة في قطاع التربية وحده الاضرار والاذى بـ 2073 مدرسة بعضها يحتاج إلى اعادة بناء بالكامل وتحويل 796 مدرسة أخرى إلى مراكز ايواء للمهجرين والنازحين في الداخل السوري من بيوتهم ومدنهم جراء اجرام المجموعات الارهابية المسلحة السافر.‏

وأضاف الوز أن الوزارة وثقت اغتيال 88 شخصا من العاملين في قطاع التربية ووصل تقدير اضرار هذا القطاع وحده إلى 444ر5 مليارات ليرة سورية خسرتها خطط التنمية والتطوير التي كان ينتظرها شعبنا في سورية فضلا عن الحاق الاذي والضرر بالجامعات والمؤسسات الاعلامية والخدمية والمتاحف وتعطيل الحركة السياحية وعرقلة عجلة الصناعة وباقي نواحي الحياة ايضا لافتا إلى أن سورية أكدت في دعواتها الموجهة لليونيسكو والمنظمات الدولية ان لدى هذه المنظمات الحرية والحق في ارسال من ترغب من الفرق المتخصصة لديها للاطلاع المباشر والتحقق من حجم واثار هذه الاضرار المادية والمعنوية التي لحقت بقطاع التربية والتعليم العالي فيها.‏

وتابع الوزير الوز ان سورية في ظل هذه الازمة الراهنة تتعرض لاخطار محدقة بتراثها الثقافي الغني الا ان الارث الحضاري والكنز الاثري لسورية والذي يقارب عدد مواقعه المحددة العشرة الاف موقع حتى أيامنا هذه سيبقى عصيا على محاولات نيل المجموعات الارهابية المسلحة ولصوص الاثار وداعميهم منه مؤكدا أن السلطات السورية تتخذ أشد التدابير المتاحة لحماية التراث الثقافي الوطني وكذلك المسجل منه على لائحة التراث العالمي بالتعاون مع المجتمعات المحلية.‏

وأشار وزير التربية إلى أن التنسيق جار ومتواصل مع اليونيسكو واداراتها المتخصصة التي تم تزويدها بتقارير خطية عن أوضاع التعديات التي تطول تراثنا كما أفادت الوزارة البرامج والهيئات الدولية المعنية بذلك سعيا منها إلى تنسيق الجهود الوطنية والدولية لحماية التراث السوري والحفاظ عليه مطالبين الاطراف الدولية الوفاء بالتزاماتها التي نصت عليها اتفاقيات حماية التراث 1954 و1972 و 2003 والبروتوكولات المنبثقة عنها.‏

وقال الوزير الوز أنه وعلى عكس ما اعلنه المندوب الدائم للولايات المتحدة الاميركية من اتهامات مغلوطة ومعلومات غير موضوعية فان سورية رحبت بدعم المدير العام وبترشيح فريق من الخبراء العالميين تحت مظلة اليونيسكو للتوجه إلى سورية في القريب العاجل لتنظيم ورشة عمل الا اننا نتطلع إلى أن يكون لليونيسكو والهيئات ذات الاختصاص دور في التوصل إلى اجماع دولي حول مكانة الاخلاقيات في الحفاظ على التراث العالمي.‏

وأضاف وزير التربية ان سورية المتمسكة بما تضمنته مواثيق الامم المتحدة ومباديء القانون الدولي وشرعة حقوق الانسان حول احترام استقلال الدول وسيادتها فوق اراضيها وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية ومسؤوليتها الكاملة في حماية مدنييها تعاقب اليوم في سابقة لم يعرف تاريخ العلاقة الدولية مثيلا لها.‏

وتابع يؤسفنا أن تقديرنا السابق للبعض على أنهم أشقاء وأصدقاء وثقتنا بهم جعلهم يستسهلون الغدر بنا وطعن شعبنا في الصميم فكانوا أداة طيعة بأيدي رعاة مشروع خارجي غريب عن المنطقة أعد خدمة لمشروع صهيوني خطير وقاموا بالتضليل الاعلامي وتزيين الاوهام وتقديم المال والسلاح لمجموعات تكفيرية ارهابية مسلحة تقتل وتخطف وتروع السوريين فضلا عن أنها تدمر البنى التحتية الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية التي أنجزتها سورية بعرق وجهد وسهر أبنائها.‏

وقال وزير التربية اننا في سورية لا نزال نأمل ان تقوم هذه الدول والقوى الداعمة للمجموعات الارهابية المسلحة بمراجعة مواقفها لتلعب ادوارا موضوعية واخلاقية تحفظ لها صورا غير مخجلة في صفحات تاريخها في اطار سعي المجتمع الدولي إلى تشكيل نظام منصف وشفاف لمواجهة التحديات والمخاطر الامنية والبيئية والمناخية والهجرة والامراض المعدية وغيرها نظام مستند إلى مواثيق الامم المتحدة والقانون الدولي التي تضمن عدم جواز التدخل في الشؤون السيادية للدول مضيفا أن الجهات الوطنية السورية قدمت إلى مجلس الامن وللمنظمات الدولية التخصصية وثائق رسمية موثقة ومرجعية عن الاجرام الذي يسفك الدم السوري رخيصا خدمة لمصالح القوى الكبرى ومشروعاتها الاقليمية.‏

وأكد الوزير الوز ان الازمة التي تعصف بسورية منذ 18 شهرا لم تعق اطلاق الاصلاحات التي تلبي المطالب الشعبية فكان الدستور الجديد للبلاد متضمنا التعددية السياسية وقوانين الانتخابات البرلمانية والمحلية الجديدة وحرية الصحافة والاعلام واللامركزية الادارية وتشكيل الحكومة الجديدة الموسعة التي تضم ممثلين عن احزاب المعارضة الوطنية محققة بذلك مشاركة شعبية واسعة في مشروع الحكومة السورية الاصلاحي والتزامها العميق بتلبية متطلبات الحياة الكريمة لابنائها وتعزيز المناخ الديمقراطي لمستقبل سياسي واقتصادي واعلامي في فضاء وطني يؤكد سيادة القانون ويحفظ الامن والاستقرار ويرسخ الوحدة الوطنية وذلك على الرغم من استمرار المجموعات الارهابية المسلحة بانتهاك القواعد الاخلاقية والاعراف الدولية واللجوء إلى كل ما يعرقل مسيرة الاصلاح والمصالحة الوطنية واستهداف حياة الابرياء وأمنهم وقوتهم اليومي مدعومة بتغطية لا أخلاقية وفرتها لها قوى خارجية كبرى وليس بخفى ما تتعرض له سورية من قتل لصحفييها الوطنيين وحملات التشويه الاعلامي والتزوير وحجب القنوات الفضائية السورية عن البث والتحريض على العنف والكراهية الذي تمارسه عدد من الوسائل الاعلامية الشريكة في هدر الدم السوري.‏

وقال الوزير الوز ان السيد الرئيس بشار الأسد أكد بتاريخ 29 آب 2012 قدرة الشعب السوري على تخطي الحالة الراهنة وتجاوز اثارها حين قال نحن شعب نمتلك الذكاء عبر التاريخ لدينا قدرة عالية على التأقلم عشنا الازمات عبر تاريخنا الفترات التي كانت فترات هدوء هي فترات محدودة في التاريخ السوري ولاشك بانه لدينا القدرة على التأقلم معها وخاصة اننا بلد منتج نحن لسنا بلدا مستوردا بالدرجة الاولى نحن بلد منتج من الزراعة إلى الحرف إلى الصناعات الصغرى ولكن علينا صياغة اقتصادنا بما يتناسب مع هذا الظرف الجديد في هذه الحالة نستطيع ان نحقق مكاسب واليوم نحن في سورية وعلي الرغم من تعقيدات المشهد وتداخلاته مصممون وماضون بعزيمة لانجاز اصلاح حقيقي يلبي طموح مواطننا ويقدر تضحياته ويتسق مع تاريخه النضالي على هذه الارض لاستعادة الحقوق وتحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية.‏

وطالب وزير التربية منظمة اليونيسكو باحاطة الدول الاعضاء بالتقدم الذي تحقق حول تنفيذ القرارات الخمسة المتعلقة بالاراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل لا سيما تشكيل لجان خبراء تتقصي حقائق ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي العدوانية اليومية بحق المؤسسات الثقافية والتعليمية فيها وترصد التعديات السافرة على المسجد الاقصى ومحاولات تهويد مدينة القدس وتهديد تراثها الثقافي بسلوك عدواني مستمر يستهدف هويتنا وتاريخنا وذاكرة العالم.‏

وعبر الوزير الوز عن تقدير سورية العالي للقرار الذي اتخذته اليونيسكو بقبول عضوية فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة وادراكها حجم التحديات التي تعترض حراك اليونيسكو جراء هذا الموقف الشجاع مجددا موقف سورية الملتزم والداعم للقضايا العادلة لمجموعة ال77 والصين ومجموعة حركة عدم الانحياز والمجموعات التمثيلية للدول الصديقة الأخرى لدى اليونيسكو والمثمن لمواقفها الانسانية والسياسية الداعمة لسورية مهد الحضارات في تصديها للهجمة الدولية والاقليمية الشرسة التي تهدد سيادتها ووحدة اراضيها وأمن وسلامة الشعب السوري.‏

وقال وزير التربية ان سورية التي أجمع العالم بأسره أنها تمثل نموذجا انسانيا فريدا للاخاء بين الاديان السماوية وتاريخا طويلا ومتصلا من الحضارات البشرية هذا التاريخ المبني على جوهر الديانات الحق المتمثل بالاخلاق والتسامح والحوار والسلام تدين بأشد العبارات أي ازدراء لحرمة الاديان والانبياء والمقدسات وتهيب بدول العالم التنبه لمخاطر الفتنة والارهاب التي تدمر قيم مجتمعاتنا وتدعو اليونيسكو إلى اتخاذ موقف مبدئي من هذه الانتهاكات التي تقوض أركان استدامة السلام العالمي وثقافته والتنمية المستدامة.‏

وعبر الوزير الوز عن ترحيب سورية بمبادرة التعليم أولا التي اطلقها الامين العام للامم المتحدة والتي نالت اليونيسكو امتياز قيادتها كتكريس دولي وأممي لدور ومكانة المنظمة في هذا المضمار منوها بأن سورية وفت بمساهمتها المالية السنوية للعام 2012 رغم التحدي الذي تفرضه العقوبات الجائرة التي تستهدف الشعب السوري أولا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية