تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العيش بالألوان الدافئة

مجتمع
الخميس 16-10-2014
أيدا المولي

لبرهة يتوقف التاريخ فجأة ليبدو الزمن أسوداواذا تلون ربما بدا رماديا وقد ملت قلوب السوريين من اسوداد الزمن وتريد أن تلون حياتها فتنسى مرة وتسامح مرة وترسم خطوطا زرقاء وبرتقالية ودوائر خضراء وتعود لتشم رائحة الصوت القادم من السماء ممزوجا بلون البن ورائحة الهيل ,وتذكربضحكات خبت في جنبات بيت دمشقي مازالت الذاكرة تحتفظ بصورة النارنج ونافورة الماء

الألوان الحارة‏

من هنا أراد الدكتور منذر بصل الذي ألقى محاضرته في جمعية العاديات في سلمية أن يذكرنا بأن الحياة ملونة وتستحق أن تعاش باخضرارها وشمسها وتربتها , بلون سمائها ,وعبيرها ,بكل ماينبض فيها واستعرض مدلولات الألوان وانعكاسها على الانسان والمجتمع والصحة فكانت الحارة و الباردة والدافئة واختار الدكتور منذر اللون الأبيض ليقول :انه الضوء للخروج من سوداوية الحياة وهو الألوان مجتمعة حيث تحلل الأشعة الأشياء فيختلف انكسار الضوء عليها ويبرز بعناصره الرئيسية كمثال قوس قزح مشيرا الى أن اللون مرتبط بالذاكرة والحالة النفسية مؤكدا بذلك على أقوال نجا من كارثة هيروشيما في اليابان والذين نسوا الألوان و تذكروا الأحداث باللون الأسود والأبيض والرمادي فقط بينما اذا حضر أحدنا حفلة فرح فانه يتذكر ألوان االملابس والصالة والتفاصيل الدقيقة الخاصة بالألوان مما يدل على علاقتها الوثيقة بالحالة النفسية المرحة أو المأساوية .‏

لاتلبسوا أطفالكم الألوان الداكنة .. يقول الدكتور المحاضر أن اللون الأحمر هو الأطول موجة بين الألوان والأكثر سخونة وحرارة وهو لون الدم والنار ودليل الخطر وعندما يتعرض الانسان لهذا اللون بكثافة فان قلبه يزداد خفقانا ويزداد نبضه وحرقه للمواد الغذائية وكثرته في الأماكن العامة مقيت ,والانسان الذي يفضل الأحمر هو انسان مندفع نشيط يميل الى الاندفاع دون حساب النتائج .‏

أما الأصفر فهو لون أشعة الشمس ويمنح البهجة وفي نفس الوقت فان الاصفرار يشعربالمرض وحذر علماء النفس من طلاء غرف الأطفال بالأصفر لأنه يبعث على القلق ويزداد بكاؤهم ويؤكد المحاضر على ان الطفل الذي يحب الألوان الداكنة كالأسود والبني لابد من عرضه على طبيب مختص لأن الأسود يمتص كل الألوان والراية السوداء مهما كتب عليها فهي دليل على نية الهجوم و دليل الشر والعدوانية .‏

الألوان الباردة‏

وعرض المحاضر لمجموعة من الألوان الباردة كالأزرق والأخضروالتي تترك تأثيرا نفسيا مريحا لكن الافراط في الأزرق يؤدي الى طبيعة قاسية والبنفسجي اللون الأكثر برودة لكن محبه يتمتع بالخيال والالهام ,واستفاض المحاضر في تعبيرات الألوان التي تبعث مدلولاتها على حالة نفسية متغيرة تشعر بالحياة من جديد خاصة أن جمعية العاديات تجري نشاطاتها على السطح حيث الهواء الرطب والأشجار التي تسور الأرض وترتفع شامخة باللون الأخضر فكانت الألوان تشارك البشر والشجر حبها للحياة في سورية وأملها في عودة الناس لمحبة ألوان الخير والعفو والتسامح ونبذ الأسود من القلوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية