تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عادوا إلى مقاعدهم.. ليكملوا مشوار النصر

مجتمع
الخميس 16-10-2014
غصون سليمان

للطفولة التي رحلت باكراً وغادرت مستقبلها دون إذن..

مقاعد ودفاتر وأقلام وأهل وأصحاب ورفاق وجيران وخلان.‏

طفولة حملت همومها المثقلة بوجع الوطن بكت وضحكت وحلمت صرخات بريئة دوت في سماء الوطن يوم دنا الإرهاب محيط ساحاتهم وأجسادهم الغضة دموع أمطرت آهات خشعت من أنينها كل من به وجدان.. طفولة عبرت طرق القهر والموت القسري بوسائل متعددة وفي كل مرة كانت تسلم إلا في بعض الحالات..‏

لاتحزنوا يا أطفال بلادي يا أبناء سورية الكرام إنكم تخوضون أخطر معارك الكون في زمن التخلف العربي والحقد العربي والاستعمار الغربي.‏

وقعوا على دماء السوريين صفقات الموت وعقدوا في عقر دارهم اجتماعات العمالة والخيانة وكيف تصرف الشيكات المأجورة للقتل في ديار السوريين حيث المشهد يتجدد كل يوم وإن كنا قد ودعنا بالأمس القريب عشرات الأطفال الشهداء من أبناء حمص العدية..‏

فهول الفاجعة مازال آنيا في مدارسها وشوارعها وأحيائها وحاراتها كما بقية المحافظات السورية التي تستقبل الموت القسري كل يوم في مدينة حمص أعطى شعب المحافظة مثلاً عظيماً في الصمود والكبرياء والوفاء تمسكوا بأحيائهم تجذروا في أرضهم ثبتوا في منازلهم قدموا الآلاف من أبنائهم من ذكور وإناث مابين شهداء ومخطوفين ومهجرين.‏

أهالي حمص توجوا جبين الوطن بأعظم مشاهد الصبر والتحدي.‏

عندما أعادوا لأبنائهم من طلبة وتلاميذ في مختلف مدارسهم وجامعاتهم ومؤسساتهم جرعات الأمل والدعم النفسي وتخليصهم إلى حد كبير من هول الصدمة ومن فقدانهم لبراعم الوطن من أشقاء ورفاق وزملاء.. هي سمات الشعب العربي السوري الشريف الذي بقي صاحيا ومتيقظا رغم كل حجم التشويش والتشويه والضخ الإعلامي الكاذب وتزييف الحقائق.‏

شعب سما على جراحه وتأهب واستعد لكل المفاجآت والتحديات فكان صمام الأمان لقلب سورية الذي أرادوا تمزيقه وتقطيعه وفصله عن شرايينه إلا أن مبضع الجراح الشعبي في حمص بدد وقطع خرائط الوهم وحافظ على خطوط الجغرافية الصحيحة لوطن متداخل واستراتيجي في كل شبر من أرضه.‏

فلكل من كان عونا وسنداً وشجاعا ووفيا ومؤمنا بأن الأوطان لاتباع ولا تشترى ولايساوم عليها بل تصان وتحفظ وتتعزز بالدماء والدموع والحب والتلاحم والألفة والرحمة والغيرة على شرف وكبرياء عظمة الوطن فسلام على الشهداء الأطهار الذين نودعهم كل يوم والثبات والقوة للبواسل الذين يدافعون ويناضلون ويقاومون ويحمون السياج والحدود والسهول والجبال والوديان والبحر والسماء فلهم منا التحية والتقدير ولأطفال سورية الذين عادوا إلى مقاعد الدراسة عاقدين العزم على مواصلة طريق العلم طريق الآباء والأشقاء الذين نالوا مراتب النور وساهموا في بناء الوطن وتقدمه.. فمنهم من تقدم شهيداً ومنهم من يناضل بعمله وعلمه واختصاصه لإعلاء شأن الوطن.‏

الرحمة لأرواحكم البريئة والصبر لأسركم الكرام وتعويضنا الدائم وطن حر كريم وسيادة سورية مستقلة بتضحيات أبنائها ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية