تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكيل بمئات المكاييل .. جوهر الحرب الأميركية على الإرهاب

متابعات سياسية
الخميس 16-10-2014
 دينا الحمد

الأسئلة واستفسارات عديدة تفرضها الحملة الأميركية والغربية على الإرهاب متمثلة بالضربات الجوية ضد التنظيمات التكفيرية في سورية والعراق ,

وأولها هل حقاً جاءت هذه الضربات لتطويق الإرهاب واجتثاثه أم أن لها غايات أخرى وتخفي وراء أكمتها ما تخفي ؟!. وهل كان القراران الصادران عن مجلس الأمن الدولي لفرض وقف تمويل الإرهابيين فعلاً أم أن الولايات المتحدة الأميركية أرادتهما الشماعة والذريعة والغطاء لتنفيذ أغراضها الاستعمارية في منطقتنا وفي مقدمتها العودة لإحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد ؟! .‏

إن الإجابة البسيطة عن هذه الاستفسارات الهامة تستدعي من الولايات المتحدة وحلفائها أثناء حملتها لمكافحة الإرهاب تخليهم عن التمييز بين الإرهابيين والقول بوجود معتدلين ومتطرفين مرة ومتوحشين وإنسانيين مرة أخرى ونبذ سياسة المعايير المزدوجة، فهؤلاء لم يهتموا يوماً لمكافحة الإرهاب في سورية والمنطقة بل اهتموا لمصالحهم ومصالح كيانهم العنصري في فلسطين المحتلة .‏

وبهذه الصورة فإن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنوا عنه في قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» الأخيرة لا يمكن أن يكون فعالاً بسبب قيامه على أساس مصالح مجموعة معينة من الدول والسعي إلى تحييد الخطر في منطقة واحدة دون أخرى، وبالتالي لا يمكن محاربة الإرهاب بهذه الطريقة ولا يمكن أن تكون الضربات الجوية التي تنفذها أميركا وحلفاؤها في سورية والعراق ناجحة وفعالة في ظل غموض أهدافها ومراميها وأجنداتها وفي ظل وجود أطراف إقليمية في التحالف تدعم أساساً الحركات الإرهابية التي تدعي محاربتها .‏

وأيضاً فإن أبجديات الحرب على الإرهاب تستدعي توحيد جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة هذا الخطر وعدم القيام بأي تدخلات خارجية إلا بعد الحصول على موافقة الحكومات المحلية لأن التخوف ينبع من أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية باستغلال الحملة لتحقيق أهدافها بقصف مواقع سورية في سياق سعيها لمكافحة الإرهاب وهو ما فعلته الولايات المتحدة حين ذهبت مع حلفائها منفردين للقيام بالمهمة المذكورة ..‏‏

ومن هنا جاءت الشكوك الدولية التي عبرت عنها روسيا بوضوح حول الفكرة التي أقرتها قمة حلف الناتو المقامة على أساس حماية مصالح مجموعة محددة من الدول فقط ومشكلة على أساس الاهتمام بمصالح الغرب ‏وهو ما أشارت إليه روسيا بأنه في هذه الحالة حاول أعضاء حلف الناتو استبدال التهديدات الحقيقية بالوهمية و إن هذا النهج يهدف إلى ضمان تماسك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي كما كان على أساس الانضباط الصارم في حقبة الحرب الباردة , وأن الأمور لم تمض أبعد من الكلمات بمكافحة الإرهاب في الوثائق التي جرى اعتمادها في القمة الأخيرة للحلف.‏‏

إن نجاح الحرب على الإرهاب يستدعي بذل جهود مشتركة من قبل أطراف المجتمع الدولي كافة وفي مقدمتها الدول المكتوية بنار الإرهاب مثل سورية والعراق وألا تستمر الحملة على الإرهاب بطريقة أحادية بل عبر جهد جماعي تنضم إليه حكومات المنطقة لان أولئك الذين يتخذون القرارات الأحادية يعرضون المنطقة والعالم لتهديد كبير .‏

أما الاستخفاف بالقانون الدولي وخروج الغرب عن قواعد هذا القانون ومساهمة الدول العربية وتركيا التي صنعت المنظمات الإرهابية ومولتها بالحملة على الإرهاب فليس محاربة الإرهاب بشيء بل إنها ستجعل المنطقة تخرج عن السيطرة وستجعلها تعيش أزمات جديدة ومركبة تماماً كما حصل في الماضي بسبب عدم تقييم الولايات المتحدة لخطواتها التي اتخذتها على مدى السنوات الماضية ولم تحاول الاستفادة من تجارب الماضي .‏

كما أن الاعترافات الأميركية المتأخرة عن سوء التقديرات للاستخبارات الأميركية ما هي إلا تضليل جديد من قبل إدارة أوباما للانتقال إلى مرحلة جديدة في تنفيذ أجنداتهم باسم الحرب على الإرهاب فإلى متى ستبقى واشنطن وحلفاؤها يكذبون على شعوبهم وشعوب العالم ؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية