والدور التكاملي ما بين الإرهابي التكفيري والإسرائيلي الأميركي كان ولا يزال الحدث الأبرز الذي تتناوله بيانات ومقالات السياسيين والإعلاميين اللبنانيين بالتمحيص والتحليل والرؤية الاستشرافية.
بري: دعم الجهود لمواجهة الإرهاب التكفيري
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وضمن هذا السياق كشف أمس عن وجود قيادة لتنظيم «داعش» و»القاعدة» الإرهابيين في سجن رومية ببيروت موضحا أن هذه القيادة ناشطة ومحمية بفعل تساهل الدولة اللبنانية حيالها وعدم تحمل مسؤولياتها في مكافحتها.
ووصف بري أحد الأجنحة في سجن رومية بالفندق الذي يتمتع نزلاوءه بكل متطلبات العيش والحياة ويتواصلون مع عائلاتهم وجماعاتهم في لبنان والخارج ويتابعون ما تقدم عليه (جبهة النصرة) و(داعش) الإرهابيان عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ، لافتاً إلى أنه ثمة من يدير منهم مجموعات إرهابية داخل السجن وبحماية من البعض في الدولة بفعل التساهل حيال هؤلاء وعدم ضبطهم.
من جهة ثانية جدد بري على ضرورة دعم جهود دول المنطقة لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي يقوم بتهجير فئات من السكان ويسعى إلى تقسيم دول المنطقة والقضاء على التنمية وتعزيز الجهل في المجتمعات.
ودعا بري في كلمة له خلال مشاركته في قمة القيادات العالمية للاستثمارالتي عقدت أمس في اطار اعمال المنتدى العالمي للاستثمار الذي تنظمه الامم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف بسويسرا إلى دعم لبنان لمواجهة تصاعد الإرهاب وتعزيز موقعه كمركز للسلام وحوار الحضارات وكسوق مستقبلية عربية ومتوسطية مشتركة.
لحود يؤكد فشل المراهنات على إضعاف سورية
من جانبه أكد الرئيس اللبناني السابق اميل لحود فشل المراهنات الداخلية والخارجية على إضعاف سورية أمام الهجمة الدولية الإرهابية التكفيرية لافتاً إلى أن سورية قوية بجيشها وشعبها وقيادتها الحكيمة وهى انتصرت وستنتصر على المؤامرة الدولية ضدها.
وأكد لحود في بيان أمس أن الدولة السورية لا تزال تمسك بزمام الأمور وان كل مسعى عربي أو دولي لضرب مقومات صمودها إنما يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي المتناغم مع العصابات الإرهابية التكفيرية ومع أعداء الأمة العربية.
وأوضح لحود أن الحملة على سورية عادت مع تشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة أميركا وبمشاركة مشيخات الخليج ودول أوروبية غربية وتركيا وإصرارهم على دعم الإرهاب والإرهابيين في سورية رغم كل القرارات الدولية التي تدعو إلى محاربة الإرهاب وتجفيف كل عناصر تمويله ودعمه بكل السبل وتغاضيهم عن الجرائم الإرهابية التي ترتكب يومياً بحق أبناء شعب سورية والعراق.
قاسم:الإسرائيلي والتكفيري يكمل أحدهما الآخر
هذا في حين شدد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله على أن لبنان معني في هذه المرحلة باليقظة التامة لمواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري اللذين يكمل أحدهما الآخر.
وأوضح الشيخ قاسم في كلمة له في احتفال توزيع شهادات الثانوي في مدارس المصطفى بقاعة الجنان أن قتال حزب الله في سورية حماية للبنان ومقاومته وقد خفف من الآثار السلبية على لبنان كثيراً ، مشدداً على التمسك بخيار المقاومة الذي حرر الأرض ، بينما الاعتماد على أميركا ومجلس الأمن لم يحررا شبراً واحداً خلال 22 سنة.
وكان الشيخ قاسم حذر في كلمة خلال لقائه أمس وفداً قيادياً من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أمين سر المنظمة وحركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات من أن تخريب أميركا للمنطقة واستخدامها للإرهاب التكفيري هو جزء من محاولات السيطرة على مقدرات المنطقة لوضعها في خدمة ربيبتها إسرائيل.
الأمين:حكام مملكة القهر يدورون
في حلقة من الخسائر والهزائم
بدوره أكد الكاتب إبراهيم الأمين أن آل سعود يعيشون اليوم رعباً من تنامي قدرات القوى الآتية من رحم تنظيم القاعدة الإرهابي ويخشون بقوة من أن يبادر تنظيم داعش إلى خطوات عملية داخل السعودية تؤدي إلى حالات تمرد غير مسبوقة على حكمهم ، مشدداً على أن كل ما يقوم به نظامهم اليوم لا يعدو كونه محاولات في الهواء لن تنتج أمراً جوهرياً.
وقال الكاتب في مقال بصحيفة الأخبار اللبنانية بعنوان السعودية تخسر على طريقة اميركا أن السعودية تورطت بقوة في مناطق عدة دون الأخذ في الاعتبار أي عنصر واقعي كما فعلوا ويفعلون في البحرين وسورية ، وكما حاولوا فعله في اليمن والعراق ، موضحاً أن مشكلة السعودية هنا لا تتصل فقط بالحقد والعمى السياسي بل في عدم فهم حقيقة أن الولايات المتحدة خسرت وتخسر مشاريعها في العراق وأفغانستان ، وكل محاولات التعويض من خلال دعم الإرهاب في هذه المنطقة أو تلك لن يعيد لها أي نفوذ جدي. وتابع الكاتب تصرفت الرياض وكأنها واشنطن وبادرت إلى أنشطة في سياق مطابق لما قامت به الولايات المتحدة ، وهو ما قاد حكام مملكة القهر إلى مسلسل من الخسائر والهزائم ليس أمام خصومها فحسب بل أمام قوى يفترض أنها تقف معها في وجه المحور الآخر.
شكر: المشروع التكفيري هو نفسه المشروع الصهيوني
اعتبر الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن المشروع التكفيري هو نفسه المشروع الصهيوني لكنهما لم يعودا قادرين على تسجيل أي خروقات بفعل صمود وتضحيات المقاومة التي تقف بالمرصاد لهذين المشروعين مؤكدا ان العملية النوعية للمقاومة في مزارع شبعا كانت ردا على تهديدات العدو الصهيوني وهي رسالة واضحة وكبيرة.
وقال شكر في تصريح أمس خلال لقائه وفدا من حزب الله في بيروت أمس برئاسة عضو المكتب السياسي في الحزب محمود قماطي: لقد عرضنا المواضيع الحساسة والمهمة التي تعني لبنان ومحور المقاومة مضيفا: ان عمليات التسلل التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية التكفيرية من جرود عرسال نحو العديد من القرى البقاعية تدل على ان المشروع التكفيري فشل في تحقيق اهدافه.
وشدد شكر على أن المشروع التكفيري لا يستهدف المقاومة فحسب بل يستهدف جميع اللبنانيين لذلك علينا الانخراط في مشروع واحد لمواجهة التكفيريين بكل الوسائل الامنية والعسكرية والسياسية وقال: ان الإرهاب يستهدف كل اللبنانيين.. ومصلحة لبنان هي مواجهة الاعداء من الجنوب أو الشرق أو الشمال وهذه هي الحماية الحقيقية للحفاظ على شعب لبنان ومؤسساته وكيانه.
قماطي: أميركا من دعمت الإرهاب العالمي
بدوره أكد قماطي بعد اللقاء أن الولايات المتحدة الامريكية هي من رعت ودعمت وقادت الإرهاب العالمي وان لها أهدافا ومصالح تجمعها مع دول الغرب والصهيونية معتبرا أن هذا الإرهاب في نظرنا قد سقط في المنطقة لكن موضوع مكافحته يحتاج إلى وقت.
وشدد قماطي على أن المقاومة سوف تنتصر مع المحور القومي العروبي الاسلامي والامور ستبدأ بالظهور تباعا ولم يعد هناك أي مجال لنجاح محور الشر والتكفير موضحا أن اجتماعنا اليوم يأتي في اطار التنسيق الدائم والدوري مع حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان.