وإن كان من بوابة المباريات الودية الاستعدادية للتصفيات العالمية والقارية المشتركة، إذ لم يتقبل الشارع الكروي الخسارة أمام المنتخب الإيراني بخماسية، ليعقب ذلك عسر هضم للخسارة أمام المنتخب الأوزبكي بهدفين، الأمر الذي دعاه للتعبير عن خيبة أمله المريرة،
والمطالبة باستبعاد الكثير من اللاعبين أو إعفاء الجهاز الفني وعلى رأسه المدرب طبعاً، ولم يكن مستغرباً وصول الموضوع إلى حد طلب استقالة اتحاد الكرة، وتحديداً رئيسه، الذي يراه البعض المسؤول الأول والمباشر عن هاتين الخسارتين الثقيلتين أولاً، وعن تدني المستوى الفني للمنتخب وظهوره بمظهر العاجز عن تجسيد الحد الأدنى من التطلعت والطموحات ثانياً.
وقد حاول اتحاد كرة القدم امتصاص الفورة وتبديد النقمة من خلال عقد مؤتمر صحفي وضع فيه المدرب في مواجهة مباشرة مع الإعلام الذي يعكس نبض الشارع، ولم يكن مفاجئاً الحديث عن أخطاء فردية ارتكبها اللاعبون, وانخفاض المردود البدني والفني لعدد منهم، بشكل غير متوقع، وذلك في سعي حثيث لرمي الكرة في ملعب اللاعبين، وتبرئة الاتحاد والكادر الفني من أي مسؤولية تذكر، وفي نهاية المطاف وصلت الرسالة بعدم جدوى الانتقاد والغلو فيه، لأن الأمور كلها تحت السيطرة، وسيتم تدارك الأخطاء وتلافي الثغرات وتصحيح المسار من خلال إبعاد البعض من اللاعبين والاستعانة ببعض المميزين من المنتخب الأولمبي.
هدأت الزوبعة التي لم تخرج من الفنجان، فالخسارة في المباريات الودية ليست مصيبة بذاتها وإن كانت ثقيلة، كما أن العمل على الجانب الفني والجماعي يحتاج وقتاً وصبراً كبيرين، وبانتظار المشاركتين في دورتي نهرو والعراق اللتين ستكونان فرصة مواتية للتقييم الموضوعي البعيد عن الأهواء والميول.