ليست الوعود هي المشكلة بل عقابيلها على بقية القطاعات، فمن يَعِد ويتجاهل، أو يعد قاصداً التجاهل هروباً إلى الأمام يضمن فقدان ثقة المواطن، ولو اقتصر الأمر على ذلك لهانت المصيبة، ولكن التسويف والتدليس من قطاع يثمر فقدان ثقة المواطن بالبقية، بمن فيهم من يعمل وينتج ويصدق مع المواطن ويعيش همه ويبذل جهده لتغيير واقع سيئ ضمن نطاق عمله..
ظلم بيّن ما يجترحه البعض من أساليب لاستفزاز المواطن تجاه جهاز تنفيذي تُستنفر أعلى درجاته، وتكون أول الحاضرين لمعرفة سبب حريق منزل أو سوق في حين يعجز بعض كبار الموظفين ضمن قطاعاتهم عن لجم جشع بائع أو موزع أو حتى سيارة أجرة..
هل عجز بعض كبار الموظفين ضمن قطاعاتهم عن إلزام محل أو مطعم أو تاجر بدفع ضريبة حقيقية بدلاً من مراجلهم على موظف أو بائع بسطة..
لعل ما انتشر مؤخراً عن نية وزارة المالية فرض ضريبة على المدخنين والتدخين لتحسين واقع التأمين الصحي (على ذمة منصات التواصل الاجتماعي)، خير دليل على اهتزاز ثقة المواطن ببعض الوزارات ورفضه مناقشة حتى أدائها، وهو من هو في التحليل والتمحيص والنقاش، ما يعني أنه بات يصدق كل ما يقال لقناعته أن ما من مستحيل لدى بعض التنفيذيين.
نقطة سوداء واحدة كفيلة بتشويه صفحة ناصعة البياض.. ولو وُجِدَت عن غير قصد.. فما بالك بمن يحمل القلم ويمعن في الصفحة رشّاً وتلويناً كتفاً إلى كتف مع من يجهد للحفاظ على مساحة البياض وتعزيزها وتوسعة مساحتها وعمقها..
هو ظلم بيّن ولا شك لمن يعمل، كما هو ظلم للمواطن في دفعه دفعاً للعزوف عن الثقة في وقت نحتاج كلنا دون استثناء كل فرد فينا..
يبقى الأمل كل الأمل في المخلصين الذين بقيت سورية قائمة عزيزة صامدة بإخلاصهم من بواسل الجيش العربي السوري إلى الخباز في فرنه وعامل الكهرباء في ورشته..
هؤلاء بإخلاصهم لقيادتهم وشعبهم وضمائرهم هم المعوّل عليهم في المرحلة الحالية والقادمة..