فالإدارة الأميركية الساعية الى توتير الأجواء وإدخال العالم في متاهات الفوضى والحروب عبر كيل الاتهامات لايران بتفجير ناقلات النفط بهدف دفعها الى التفاوض بالنار وتحقيق ما تضعه من أهداف عدائية وإجبار من هم تحت عباءتها للانجرار وراءها لم تعِ حقيقة أن ما خسرته في حروب هيمنتها وما استثمرته في وسائل غير تقليدية عبر إرهابها الممنهج لم تأت رياحها كما تشتهي سفنها العدائية.
والأهم أن امريكا تواجه تحديات جمّة وتراجعا دراماتيكيا وعلى أكثر من صعيد سياسي واقتصادي وعسكري , اضافة الى يقينها المطلق بحجم التكلفة الباهظة لأي حرب تخوضها مع ايران التي تمثل تحديا صعباً في مواجهة معادلة الهيمنة والقطبية الأحادية , وليس آخرها ما طرحته عام 2000 من اجبار كيان الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان دون قيد أو شرط.
واشنطن التي تجيد الرقص على حبال العنصرية نجحت في استمالة أصحاب البترودولار وبيعهم أوهام التخلص من ايران عبر استعراضات عسكرية هنا وهناك لتصبح ثرواتهم وعائدات نفطهم وسيادة قرارهم رهينة للأميركي عبر مسرحيات هابطة يتوهم الأعراب أنها كافية لجر القوة الأميركية الى المستنقع الايراني , وبالتالي لم يتبق لترامب ما يبلسم جراحه الا أموال البترودولار مقابل الحماية وصفقات السلاح.
لهذا فإن لغة التهديد والوعيد الأميركي وما يرافقها من خطابات اعلامية وتصريحات عسكرية تجاه ايران لا تعدو أكثر من ثرثرات وحماقات لفظية ناهيك عن أن سياسة العصا والجزرة لن تجد نفعا مع سياسة الحسم والثبات والقوة الايرانية.