تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليكن قبل الرحيل

رؤيـة
الأربعاء 22-7-2015
عمار النعمة

عندما يرحل أحد الأدباء أو الشعراء تنهال المقالات وتمتلئ صفحات الدوريات بالمواد عنهم, وتغرق في المشاعر الجياشة والعواطف الجميلة, مغلغلة في التفاصيل ومسيرة الحياة.

بالتأكيد الأمر طبيعي أن يحصل ذلك وربما أكثر, لكن أين كان هذا الراحل أو ذاك في أيامنا العادية؟ لمَ ننتظر المناسبة أو الحدث لكي نذكر ونحيي ونضيء على مسيرته الإبداعية؟ هل من الإنصاف أن ننتظر رحيل كاتب ما لتبدأ أقلامنا في التحرك؟‏‏

ربما أصبح الكلام مكروراً لكن الفرق كبير بين الواجب الإعلامي وبين الخائفين على الكلمة المبدعة, فصاحب المناسبة يستحق بعد مسيرة إبداعية طويلة قدم فيها ماقدم وكتب وأصدر ماأصدر تضاف إلى رصيد المكتبات, أن يُضاء عليه بين فترة وأخرى.‏‏

كثيرون رحلوا عن المشهد الثقافي والإبداعي, أنجزوا وابتدعوا وقالوا وحصلوا على الجوائز ولم يعلم بهم أحد ! أين المعنيون عن هؤلاء, أين مبادراتهم ؟ أين الكتابات المتميزة التي يجب أن تحظى بالمتابعة والعودة إليها في مرات لاحقة؟ هل حقاً نحن مشغولون فقط بندوة أو محاضرة عن الشاعر الفلاني أو القاصة الفلانية؟‏‏

إن ماكتب ويُكتب عن مبدعينا هو بمثابة ورقة إثبات على مسيرة هذا المبدع, وصورة حقيقية عما قدمه عبر سنين طويلة من العطاء, وهو بالمحصلة ثمرة سيقطف منها الأجيال اللاحقة علماً ومعرفاً ربما نحن اليوم بحاجة إليها.‏‏

فرفقاً بالمبدعين فهؤلاء يشكلون جانباً هاماً من حياتنا, ورفقاً بما قدموه, فالحفاظ على هؤلاء هو بمثابة الحفاظ على الثقافة التي لطالما تعلمنا أنها ذاتنا وحياتنا والحصن المنيع الذي نحتمي به ونخاف عليه.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية