تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يوقف زحف المناشير على سفوحنا الخضراء..؟؟

الثورة
محليات
الأربعاء 22-7-2015
محمود ديبو

رغم كل التحذيرات وتأكيدات المعنيين في وزارة الزراعة باتخاذ كافة الإجراءات لمنع التعدي على الحراج وعدم قطع الأشجار فيها، إلا أننا ما نزال نشهد وحتى وقتنا هذا عشرات المناشير الآلية واليدوية التي تجوب عدداً من المناطق الحراجية،

والتي كانت في وقت من الأوقات عصية على الإنسان بسبب كثافة أشجارها وتواجد بعض أنواع الحيوانات البرية التي يخشى الإنسان الاقتراب منها، حيث يقوم أصحاب تلك المناشير «بجز» الغطاء النباتي في تلك المناطق بشكل عشوائي وبلا رحمة مما سيؤدي، وفي الزمن القريب وليس البعيد جداً، إلى تحولها إلى سفوح جرداء خالية من كل أشكال الحياة.‏‏

‏‏

والحجة طبعاً مفهوم هنا وهو تأمين الحطب لحين قدوم فصل الشتاء، في وقت عز فيه الحصول على مادة مازوت التدفئة بسبب ندرتها أولاً وغلاء أسعارها ثانياً.‏‏

لكن الملاحظ اليوم أن هذا الأمر تحول إلى ظاهرة، فبعد أن كان الأهالي والسكان يلجؤون إلى «التحطيب» لتأمين الدفء لهم ولأبنائهم في الشتاء، أصبح الكثيرون يتخذون من هذا الأمر مهنة تبدو حالياً مزدهرة نظراً لارتفاع الطلب على «الحطب» وسعي معظم أهالي المناطق الجبلية وغير الجبلية للحصول عليه، حيث تشهد أسعار الحطب ارتفاعات متواترة كلما اقترب موعد حلول فصل الشتاء ليصل الطن الواحد لحوالي 50 ألف ليرة.‏‏

ولعل أكثر ما يثير الاستغراب والتساؤل هنا هو استمرار هذه الظاهرة وتناميها، دون أن نلحظ أي جهود تذكر للجهات المعنية في إطار ضبط التعديات على الحراج ومنع قطع الأشجار بشكل عشوائي وإفراغ المناطق الجبلية من الأشجار الحراجية التي تعتبر ثروات طبيعية تساهم في تنظيف البيئية وتلطيف المناخ والحد من التصحر وارتفاع درجات الحرارة وغير ذلك الكثير..!!‏‏

فهل غاب هذا الأمر عن المعنيين في وزارة الزراعة وربما غيرها من الوزارات الأخرى المسؤولة عن ضبط مثل تلك الحالات، وهل سيبقى هذا الأمر متروكاً إلى حين تتحول فيه الجبال الخضراء إلى سفوح جرداء تفتقر لأي مظهر من مظاهر الحياة..؟؟‏‏

هي ظاهرة مشاهدة بأم العين والأحطاب تقطع وتنقل على مرأى ومسمع وربما بعلم مسبق من بعض المعنيين والمسؤولين عن الضابطة الحراجية في عدد من المناطق.. فمن يوقف زحف المناشير على سفوحنا الخضراء..؟؟‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية