حال يُغلّف الأغنية السورية .. واقع يعاني عسرا في التواجد والحضور لدى رصدها على شاشات التلفزة العربية .. شاشات تتمكّن لدى متابعتك لموجات غنائهـــا من التقاط نغمة فرز أو نغمة ( تجنيس ) للأغنية ..
أغنية لبنانية .. و أخرى مصرية .. ثالثة خليجية .. وأيضاً عراقية .. مغربية ....
فأين الأغنية السورية ، وإن أردنا توسيع محيط دائرة الفرز ، أين الأغنية الشامية ..
بالطبع الحديث إقليمياً
اللافت انه كلما ظهر مطرب عربي على إحدى الفضائيات حمل لواء أغنيته المحلية .. محوّلاً إياها إلى ( هوية ) وجب الانتماء إليها والدفاع عنها .. كما فعل البعض لدى ظهورهم في ( تاراتاتا ) .
بالنسبة للأغنية السورية من يحمل لواءها .. من ينشرها .. يسوّقها .. يثبّت حضورها ..
السؤال الذي يطرح نفسه :
بأي معيار يتم تصنيف و تحديد (جنسية ) الأغنية .. هل يتم ذلك وفقاً لجنسية مؤدّيها.. أم بحسب اللهجة التي تُغنّى بها .. ثم ماذا عن كاتب الكلمات و ملحنها ؟
تضيق و تضيق حدّ الضمور مساحة ( اللون السوري ) إذا ما أخذنا كل ذلك بعين الاعتبار ..
و غير جورج وسوف و أصالة لن يتبادر إلى ذهننا أي اسم آخر له وزنه على لائحة الغناء الفضائي العربي .. وهما الاثنان تحديداً غالبية أعمالهما يسودها غناء ٌ باللهجة المصرية ..
من أين تنبع المشكلة .. أين يكمن التقصير .. وممن؟ ثم من المسؤول عن انحسار الأغنية السورية .. ؟
هل السبب عدم وجود خامات صوتية غير معترف ٍ بها .. إذاً ماذا نقول عن خامة وموهبة ( ناصيف زيتون ) الفائز مؤخراً بلقب ستار أكاديمي ..
و معه نستذكر كلّاً من رويدا عطية ، شهد برمدا ، هالة الصباغ ، محمد مجذوب ..
خامات صوتية صعدت ولمعت في برامج اكتشاف مواهب الطرب والغناء – سوبر ستار ، إكس فاكتر – برامج عربية فأين تلك ( المحلية ) ..
ومع ذلك هل شكّلت هذه الأسماء فرقاً بالنسبة للونها المحلّي .. هل ساهمت بنشره .. تسويقه .. دعمه .. ولماذا خبا نور بعضها على الرغم من تميّزه وتفرّده ( عربياً ) ؟
وفيما لو التفتنا إلى أصوات لها حضورها (المحلي) مهما ضاق وتصاغر قياساً لأسماء أخرى ( ضاربة ) وفقاً لمعايير اللعبة الفضائية ، أصوات من مثل : ديمة أورشو ، رشا رزق ، لينا شاماميان ، وعد البحري ..
تنشأ هنا علامة استفهام كبيرة ..
لماذا تلتفّ هذه الأصوات بهالات الغياب .. وهي المتفوقة بربع موهبتها فقط ، على أشباه مواهب تكتسح الفضاء العربي ..
كيف يمكن لها أن تُصدّر لتنقل لوناً سورياً أصيلاً .. مَن يتنطّح ويتحمل هذه المسؤولية ، ومن هذا كلّه أين هي الجهات الرسمية ؟