تشابهت الأنماط التي تطرحها أغنية الفيديو كليب،شكلا ومضمونا،بحيث إنك تعتقد في أحيان كثيرة أنه مجرد (كليب)واحد صور، واستنسخ عنه الآلاف بتلك الحركات الراقصة والفتيات الجميلات بملابسهن المثيرة،بل إن هذه الإثارة إحدى أبرز الأدوات التي يفترض بفناني هذا النوع إتقانها،فإذا كان الصوت غائباً ،والمضامين متشابهة،والحضور يعتمد على مقاييس الشكل لا الشخصية...بالتأكيد يحتاجون لعامل جذب،اختاروه هنا وفقا لاعتبارات تجعل المعيار الأهم (التسويق)..
المشكلة أن هذا النمط السطحي ..المبتذل .. تقريبا بات الشكل الوحيد المقبول على مختلف قنوات الأغاني،والقنوات الترفيهية..يتفننون لكن ضمن إطاره...الأنواع الأخرى والتي ذات حضور طربي مميز،ذات صوت قوي،ذات حضور مختلف وان حضرت بعض الأحيان فهي تحضر بخجل،العود والقانون ..ومطرب يحمل صوتاًعذباً.يبدو مشهدا غريبا على الفضائيات..الأغنية الناجحة باتت تحتاج إلى خلطة فضائية خاصة بها،تركيبة من يفلت منها،ترفضه قنوات الغناء،ليحاول طيلة الوقت أن يجد ملاذا على إحدى تلك القنوات التي قد تغامر باستضافته ربما لقناعة القائمين على البرنامج بأهمية وجود هذا النوع،كما حدث مؤخرا مع المطربة اللبنانية (سمر كموج)صاحبة الصوت المميز والتي غنت من ألحان (رياض السنباطي) والتي استقبلها غسان بن جدو في برنامج (حوار مفتوح) مع أحمد السنباطي،ثم لتختفي بعد ذلك...
هل هذا يعني أن على الأغنية المميزة أن تستسلم، أن تعلن انهزامها كما القيم الجميلة الأخرى،هل تبقى في قوقعتها،...؟ وخلال هذا كله كيف هو حضور الأغنية السورية على الفضائيات،..؟
في ملفنا الذي نتناول فيه بعض ملامح حضور الأغنية على الفضائيات محاولين رصد بعضا من واقعها،وبعضا من الملامح التي مازالت تعجبنا ونحلم بأن تتوسع دائرتها...