فقد اضطرت عميدة الصحفيين في البيت الابيض إلى الاعلان اول امس عن تقاعدها بسبب تصريحات مؤيدة للفلسطينيين منهية بذلك مسيرة 50 عاما كمراسلة في البيت الابيض واكبت خلالها عشرة رؤساء أمريكيين.
وأعلنت مؤسسة هيرست الاعلامية التي تعمل توماس فيها كاتبة عمود منذ عشر سنوات من على موقعها الالكتروني ان توماس تقاعدت وان القرار سيأخذ حيز التنفيذ فورا.
وقالت توماس خلال لقاء صحفي أجراه معها موقع رابي لايف اليهودي عن رأيها في الوضع بين الاسرائيليين والفلسطينيين إن على الاسرائيليين الخروج من فلسطين والعودة إلى ديارهم التي أتوا منها سواء كانت بولندا او امريكا او اي مكان آخر، وعندما سئلت عن الفلسطينيين قالت إنهم شعب محتل وفلسطين ارضهم وليست ارضهم المانيا او بولندا.
ولم يشفع لتوماس التي أطلق عليها لقب سيدة البيت الأبيض الأولى تاريخها السياسي وخبرتها الاعلامية ومواكبتها لعشرة رؤساء في البيت الابيض من الانقلاب عليها فجأة والتسارع إلى الاعلان عن التخلي عنها.
فقد اعتبر البيت الابيض على لسان المتحدث باسمه روبرت غيتس الذي دافع بكل صفاقة عن الارهاب الاسرائيلي وسوغ بكل وقاحة الهجوم على اسطول الحرية ملاحظات توماس بأنها هجومية وتستدعي الشجب وقال ان على الصحفية توماس الاعتذار.
كما سارع البيت الابيض إلى اصدار بيان موقع باسم مجلس اتحاد مراسليه أدان فيه تصريحات توماس واعتبر انه لا يمكن الدفاع عن تلك التصريحات.
وقال الاتحاد انه سيتم عقد اجتماع استثنائي غداً الخميس لاعادة النظر في الابقاء على المقعد الامامي الدائم المخصص لتوماس في غرفة الايجاز الصحفي في البيت الابيض.
وكان المستشار السابق في البيت الابيض لاني دافيس من بين الذين دعوا مؤسسة هيرست الاعلامية إلى اتخاذ اجراء ضد توماس.
وكانت توماس هاجمت روبرت غيتس المتحدث باسم البيت الابيض مطلع الاسبوع الجاري لردة فعل الولايات المتحدة وتعاملها مع ما وصفته بالمجزرة المتعمدة التي ارتكبت بحق المتضامنين مع اسطول الحرية المحمل بالمساعدات الانسانية إلى شعب غزة المحاصر.
ووصفت توماس اسرائيل بانها دولة ارهابية تتعمد قتل الناس وتحاصر من يحاول فك الحصار الذي تفرضه عليهم.
واكدت توماس ان السكوت عن المعاناة والعدوان الغاشم ضد الشعب الفلسطيني يعتبر تحت طائلة المسؤولية.
وواكبت توماس عشرة رؤساء منذ انتخاب الرئيس جون كنيدي وعملت مدة ستين عاماً مندوبة لوكالة يونايتد برس انترناشونال في البيت الابيض.
وتحضر توماس ادلاء البيانات الصحفية اليومية في البيت الابيض وتعتبر جزءا منه منذ عام 1961.