تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البدانة وباء العصر

طب
الاثنين 18/8/2008
الدكتورمحمد منير أبو شعر

طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية فإن البدانة باتت تشكل من الآن فصاعداً (وباء كونياً)و (وباء العصر) حيث يصاب بها 20-50% من الأفراد من سكان البلدان المتقدمة.

وقصب السبق في هذا المجال يعود إلى الولايات المتحدة الأميركية فنحو نصف السكان تقريباً يعانون من أشكال شتى من زيادة أو فرط الوزن, والرقم القياسي ضربه مواطن أميركي في السادسة والأربعين من العمر, نقل للمعالجة في أحد مشافي نيويورك , فوزنه البالغ خمسمئة كغ أوجب استخدام رافعة آلية لإخراجه من بيته من السطح بعد اقتلاع الواجهة الزجاجية,و لئن تكن البدانة مرضاً أميركياً في الدرجة الأولى, فهذا لا يعني أن البلدان الغربية تقف في منجى من هذا الوباء.. فالاحصائيات الحديثة تؤكد أن 20% من سكان بريطانيا هم من البدينين وفي فرنسا يرتفع عددهم إلى 37%.‏

وحتى الأمس القريب كان وباء البدانة محصوراً في البلدان المركزية للحضارة الغربية, ولكن مع انتشار المجتمع الاستهلاكي والتغذية الغربية, لم يعد أي بلد في العالم بعيداً عن وباء البدانة.‏

فاليابان تستهلك من اللحم للمرة الأولى في تاريخها منذ ,1995 أكثر مما تستهلك من الأرز تأتي اليوم في المرتبة الثانية من حيث عدد البدينين بعد الولايات المتحدة, فواحد من كل أربعة من اليابانيين يعاني اليوم من البدانة.‏

وقد امتدت عدوى الوباء إلى الجار الصيني العملاق, فالصين التي كانت تضرب حتى نهاية الستينيات من القرن العشرين أرقاماً قياسية في عدد ضحايا المجاعات أصبحت اليوم تقدم مؤشرات مقلقلة عن ترهل الأجيال الجديدة من سكانها.‏

ويؤكد البروفسور روبرت جفري من جامعة مينيسوتا في منيابوليس أن نظام التغذية السريعة هو المسؤول الأول عن الانتشار الوقائي لمرض البدانة في الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى الصديق العدو (التلفزيون), وقد جاءت القفزة التكنولوجية الأخيرة في مجال الاتصالات والفضائيات لترفع من معدلات الاستهلاك التلفزيوني , وبالتالي البدانة ولاسيما أن الأميركيين درجوا على متابعة المسلسلات التلفزيونية وهم يتناولون أكياس (البوب كورن)‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية