تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأعمال الجيدة تصنع العظماء

مجتمــــع
الخميس 18-10-2012
غــانــم مــحــمــد

يصرّ بعضنا على وضع كلّ شيء في ميزان مصلحته الخاصة فإن لم ترق له النتيجة كان الحكم سلبياً حتى لو كان الموضوع إيجابياً..

يقول الأديب العربي الكبير توفيق الحكيم: « المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ»، لا ندّعي المثالية ونجنّب اهتمامنا عن مصلحتنا الشخصية، بل على العكس لا نعمل أي عمل ما لم تكن لنا فيه مصلحة ولكن عندما تتعارض المصلحة الشخصية مع المصلحة العامة ألا يجب أن تقودنا ثقافة هذا الزمن إلى حيث توجد المصلحة العامة؟‏

نصادف بحكم عملنا أكثر من حالة تضيق حتى تكاد تخنقنا، فهنا شخص واحد فقط من بين عشرات المستفيدين يمانع شقّ طريق زراعي على سبيل المثال، وهناك على سبيل شخص آخر يشقّ طابور المنتظرين ليحصل على مخصصاته من السكر المقنن دون مراعاة للدور ودون اي احترام لمشاعر المنتظرين فقط لأن عامل التوزيع في هذه المؤسسة قريبه أو صديقه!‏

سائق ميكروباص «سرفيس» يتجاوز حدود السرعة ويقف أمام الإشارة الضوئية وينتقل من اليمين إلى اليسار من أجل ان يخطف راكباً من «سرفيس» آخر ولو أدى ذلك إلى إرباك حركة المرور أو تخويف الناس!‏

من الطبيعي أن نكون غيورين على المصلحة العامة في هذه الأيام بالذات لنقترب في تصرفاتنا وفي مبادئنا ولو قليلاً من تضحيات جيشنا البطل الذي يقدّم الروح في سبيلنا ويتسابق أفراده للموت دفاعاً عنا، أفلا نعيش بالشكل الأمثل من أجلهم ومن أجلنا؟‏

نتابع الكثير من حملات النظافة التطوعية وهذه الثقافة زاد انتشارها مع تصاعد الأزمة في سورية ونريدها أن تستمر وهي من أصل تربيتنا الوطنية، ونريدها ألا تكون محصورة بوجود الضوء الإعلامي، فالأعمال الجيدة هي التي تصنع العظماء ونحن على ثقة بعظمة شعبنا وقد أنجز وسينجز الكثير من الأعمال التي تليق به مقدّماً المصلحة الوطنية العامة على أي مصلحة شخصية ضيقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية