كما يبرهن الموقف الأميركي من جديد أن واشنطن تقف مع المعتدي الإسرائيلي في جميع الأحوال وأنها وراء اعتداءاته المتكررة ضد الشعب الفلسطيني وضد العرب وأنها تدعم الاستيطان وبالتالي فإن عدوانية الكيان الإسرائيلي هي جزء من العدوانية الأميركية الموجهة ضد السلام العادل والشامل وأن هدفها الأخير كان ومازال هو الهيمنة ونهب ثروات العرب وإبقاؤهم مشرذمين متخلفين، وتقوية ودعم وتسهيل سيطرة الكيان الإسرائيلي على فلسطين كلها من خلال دعمها المطلق للعدوان الصهيوني الغاشم وفي جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية.
وتتوالى تصريحات المسؤولين الأميركيين لزيادة الضغط على العديد من دول العالم، ناهيك عن التهديدات المباشرة للأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون لثني هذه الدول عن قرار التصويت لمصلحة قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة وبوقاحة لامثيل لها أبلغت واشنطن المنظمة الدولية بأنها ستتعامل مع رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة كما تعاملت سابقاً مع منظمة اليونسكو، حيث قامت بقطع المساعدات عن المنظمة الأممية عقابا لها على منحها العضوية لفلسطين.
وتعترف بدولة فلسطين حالياً 132 دولة فيما يتطلب الموافقة على مشروع القرار بقبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة أغلبية الدول الـ 193 التي تضمها المنظمة الأممية.
ومن المقرر تقديم مشروع القرار للتصويت في الشهر المقبل بعد الانتخابات الأميركية.
ويبقى السؤال إلى أي مدى ستخضع دول للتهديدات الأميركية، علماً أن واشنطن لا تستطيع منع جلسة التصويت على مشروع القرار لمنح فلسطين مكانة دولة غير عضو علماً أن فلسطين حصلت على هذه الصفة في العديد من المنظمات الدولية كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية واليونيسكو وغيرها.