|
هل ينتهي بلير كما انتهى نيكسون? ترجمة فعلى الصعيد السياسي يعاني الفريق الحاكم في (تن داوونينع ستريثت) من أزمة طالت حزب بلير العمالي الذي يصرعلى تنحية هذا الأخير من منصبه واستبداله بوزير المال العمالي (غوردن براون) وهاهي ال (صنداي تايمز) تعلن في صدر صفحاتها أن الأوان قد حان لتنظيف السياسة البريطانية الخارجية والداخلية معاً مما يشوبها من انعدام ثقة الحلفاء الأوروبيين بها نتيجة انصياع (طوني بلير) لسياسة جورج بوش الهدامة وسيره على خطا هذا الأخير في كل من العراق وافغانستان. واعتبرت تعليقات عدة صحف على اعتراف (بلير) أنه لا يقلل من شأن وأهمية المشكلات التي تواجهها حكومته بمثابة إدانة لسياساته منذ اندلاع الحرب على العراق في آذار .2003 وكانت لندن قد أعلنت يوم 14/3/2006 عشية مرور الذكرى الثالثة لغزو القوات الانغلو أميركية للعراق وعلى لسان وزير دفاعها السابق (جون ريد) أنها تعتزم سحب ما يقارب 8000 جندي من قواتها المرابطة في العراق وذلك في محاولة لامتصاص مناهضة الشارع البريطاني لسياستها الخارجية لكن إعادة انتشار قرابة 10% من تلك القوات التابعة للفرقة المدرعة السابعة المتركزة حول البصرة جنوباً يؤكد عدم مصداقية طروحات طاقم (بلير) حول سحب الجنود البريطانيين من العراق. وتأتي تلك الطروحات لذر الرماد أمام عيون الفريق المعارض في حزب العمل لاجندة (بلير) من جهة ولتهدئة خواطر عشرات من أسر الجنود البريطانيين الذين قضوا في العراق من جهة أخرى. وفي تصريح لصحيفة الاندبندنت يقول (ريغ كينز) والد أحد عناصر الشرطة العسكرية الذي قتل في العراق من قبل جماعته عن طريق الخطأ (تؤكد حرب العراق يومياً خطأ السياسة الكارثية التي ينتهجها بلير هناك بعد فشل استراتيجيته فشلاً ذريعاً). ثم يتابع الأب المثكول سيستمر نزيف دماء الجنود البريطانيين العائدين داخل التوابيت إلى وطنهم ثانية حتى تبدأ لندن مرحلة الانسحاب الفعلي من العراق. هذا وقد سبق انسحاب الفرقة المدرعة السابعة للجيش البريطاني من العراق إعداد الفرقة العشرين لتحل مكان الأولى مطلع أيار القادم وتشمل تلك الفرقة كتيبة حرس الملكة الأولى وفرسانها وفوج المدفعية رقم 12 إلى جانب الكتيبة الأولى لرماة القنابل اليدوية. هذا إضافة لعشرات المتطوعين المأجورين ولا يعرف عددهم بالتحديد, وسيرسل هؤلاء في نيسان القادم إلى العراق لدعم ومؤازرة القوات البريطانية النظامية المذكورة. ويرى معارضو أجندة (بلير) في مناصرته لمواقف حاكم البيت الأبيض العدوانية في العراق وافغانستان -تحت غطاء مكافحة الارهاب في العالم- أضخم كارثة جيوسياسية لمرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية المستندة إلى تقارير ملفقة وتصريحات كاذبة سيحاسبه عليها الشعب البريطاني بعيد انتهاء ولايته. وترجمت تلك المعارضة على لسان الحزبين الديمقراطيين الأحرار والاشتراكي البريطانيين إلى جانب المحافظين اعداء حزب العمال الحاكم. وقد رفضت تلك الأحزاب أجندة بلير التي تحمل عنوان (الطريق الثالث) فاعتماد لندن على صعيد الاصلاحات الداخلية على ما يسمى شركاء القطاعين الخاص والعام لبناء عدد من المشافي والمدارس والسجون يستنزف المواطن البريطاني لأن ذلك عمل على زيادة الضرائب وارهاق خزينة الدولة في مشاريع غير إنتاجية أدت إلى ازدياد البطالة 5% من الأيدي العاملة في المملكة المتحدة ولا تزال المناطق التي تعاني من الفقر في البلاد (كشمال بريطانيا واحياء الضواحي في العاصمة لندن تشكو من الفاقة والجوع والحرمان من التعليم). لذلك يتوقع المراقبون أن ينتهي (بلير) كما انتهى (ريتشارد نيكسون) بعد ان كشف المحللون السياسيون أوجه الشبه بين فضيحتي (ألقاب الشرف) البريطانية ووترغيت الأميركية وهذا ما ردده رئيس حزب المحافظين خلال اجتماع مجلس العموم البريطاني ويدعى (ديفيد كاميرون) وهو مرشح الحزب لخلافة بلير فهل تطيح فضيحة ألقاب الشرف بمستقبل بلير على غرار ما حدث لنيكسون بعد أن وصل رئيس حكومة لندن إلى وضع اسوأ مما عرفه كل من مارغريت تاتشر وخليفها جون ميجر المحافظين?
|