الرأي العام الأمريكي ومن المختصين في العلاقات الدولية ومن أعضاء الكونغرس,وفي هذا التقرير الصادر عن مكتب العلاقات الخارجية(cfr)في التاسع من شباط الحالي يطالب هؤلاء الخبراء الجيش الأمريكي بالانسحاب قبل نهاية العام 2008أيا كانت نتائج التعزيزات العسكرية في العراق ,موضحين أن النصر العسكري بات مستحيلا والسياسة الأمريكية التي تبعت الغزو في العام 2003 باءت بالفشل الذريع ,وواضح أنها لم تحقق شيئا من شعاراتها سوى أنها قادت العراق إلى حرب أهلية.
( لقد حان الوقت لتدرك الولايات المتحدة أن عليها إعادة النظر بالتزامها في العراق).
هذا ما كتبه ستيفان سيمون معد التقرير ويضيف أنه مهما أرسلت الولايات المتحدة من تعزيزات لقواتها فالمسوغات لأن تتحرر من هذا الالتزام وتخرج من العراق أقوى بكثير, وعلى واشنطن أن تتفاهم مع الحكومة العراقية مع نتائج الانتشار الجديد لوصول القوات الإضافية كما يتوجب على الطرفين الالتزام بمفاوضات تؤدي إلى انسحاب عسكري سريع, وفضلا عن ذلك يعبر معدو التقرير عن أسفهم بأن الولايات المتحدة تفتقر إلى الوسائل وإلى الدعم الداخلي والخارجي للسيطرة على الوضع, فالاحتلال الأمريكي لم يجلب للعراق سوى الموت لمئات الآلاف من المدنيين وتدمير البنى التحتية لهذا البلد وجره إلى الاقتتال الطائفي وتقسيمه,كما أعلن التقرير أنه منذ آذار 2004 كان فريق من هؤلاء الخبراء قد أنذر بالخطر من نتائج هذه الحرب.
وقبل هذا التقرير بأيام كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية قد أصدرت مستندا مؤلفا من تسعين صفحة تم إعداده في وكالة الأمن القومي وساهمت فيه ست عشرة وكالة أمريكية وأهم ما دعا إليه التحول السريع عن الاستراتيجية الجديدة وإلا سيستفحل العنف أكثر مما هو عليه الآن في العراق ,كما يقدم التقرير رؤية تقديرية للعام القادم يتنبأ فيها العنف بتزايد العنف الطائفي وإن لم تبذل جهود حثيثة للإصلاح فإن الوضع الأمني في تدهور مخيف مقارنة مع وتيرة العام ,2006ومهمة القادة العراقيين تبدو صعبة جدا لأن السيناريوهات المحتملة هي:تقسيم فعلي للبلاد إلى ثلاث مناطق وإمكانية تنصيب رئيس قوي يحكم بالترهيب ومن ثم فوضى ودولة عاجزة تماما عن السيطرة ,لكن هذا التقرير يختلف عن التقرير الأخير بأنه يرى في الانسحاب السريع للقوات الأمريكية خطر تزايد العنف كما شدد على الإمكانيات المحدودة لقوات الأمن العراقية وصعوبة مواجهتها للأيام القادمة كما استخدم هذا التقرير مصطلح( الحرب الأهلية) لتوصيف عناصر الصراع الأساسية.
البيت الأبيض اعتبر أن هذا التقرير( صارم لكنه عادل) لأنه وبحسب رأي البعض لا يتعارض مع زيادة عدد الجنود الأمريكيين في العراق للمرحلة القادمة.
الجنرال كازي القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق والذي عين من جديد في رئاسة الأركان كان قد صرح في عدة مناسبات أن تدعيم القوات غير مجد لا بل لن يثمر فهو لا يريد زيادة جندي واحد وقد أبعد عن منصبه بسبب تصريحاته كما تخاصم مع السيناتور الجمهوري جون ماكان المرشح للانتخابات الرئاسية القادمة وقد صرح كازي أن مدة عامين ونصف قضاها في العراق كانت فاشلة.
المهم أن التقارير بمجملها ومختلف مصادرها تجمع على ضرورة تدخل سريع وتغيير التوجه السياسي.