يشعرالفرنسيون اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالخجل من سياسة حكومتهم المتعطشة للحروب , إنهم يريدون فرنسا قوية و ذات سيادة واستقلالية على المسرح الدولي , ولايرغبون برؤية فرنسا الساركوزية التي تلهث وراء الولايات المتحدة لتؤدي دور العبد امام السيد , لقد سئموا لعبة تبادل الكراسي بين أحزاب اليمين وأحزاب اليسار ولذلك فالشعب الفرنسي لايريد التصويت لمرشحي أي من الفريقين المواليين للولايات المتحدة.
اليوم فرنسا وعلى لسان وزير خارجيتها الان جوبيه, تطالب وبشدة مجلس الأمن بتبني قرار التدخل العسكري لشن حرب على سورية« ذات أبعاد إنسانية »كما فعلت قبل عام في ليبيا عندما شنت حرباً» انسانية» بقيادة الناتو فقتلت أكثر من ( 150) الفاً, وهذا ماتتمناه واشنطن وتل أبيب ولم يقف جوبيه عند هذا الحد بل طالب بوقاحة (الصين وروسيا ) بعدم استخدام الفيتو ضد مشروع القرار .
مندوبي كل من بريطانيا فيليب بارهام وفرنسا جيرارد أرود والولايات المتحدة سوزان رايس سيصوتون لصالح القرار بل حتى المندوب العربي ( مندوب المغرب ) محمد لوليشكي ربما وقف ذات الموقف.
في جنيف , استمرت الضغوطات على دمشق حيث عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة لبحث الاوضاع في سورية وقد شجب المندوب السوري فيصل الحموي عقد الجلسة بطريقة مخالفة ودون استشارة الحكومة السورية و أضاف بأن بلاده لا تعترف بشرعية هذه الدورة وترفض كل القرارات المتخذة و وصف المناقشات بالعقيمة لذلك فقد أعلن الوفد السوري انسحابه من الاجتماعات .
مرشح الحزب الاشتراكي للرئاسة الفرنسية فرانسوا هولاند لم يكن مختلفاً عن جوبيه ولاعن ساركوزي ,فقد ارتمى مثلهما في حضن اسرائيل وراح يطلق التصريحات المؤيدة لشن حرب على سورية على غرار السيناريو الليبي مع ضروة استلام السلطة من قبل حكومة تتلقى أوامرها من واشنطن و تل ابيب .
أما هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية فقدتعرضت لانتقادات شديدة لدعوتها المجتمع الدولي للضغط على الصين وروسيا لتغيير مواقفهما من الأزمة السورية وذلك خلال مؤتمر « أعداء سورية » الذي عقد في تونس , وكانت كلينتون قد قالت انه يجب على روسيا والصين أن تدركا انه يجب ألا تقفا بوجه تطلعات وأهداف الشعب السوري وأمام ثورات الربيع العربي .
المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي قال: إن تصريحات كلينتون غير مقبولة وإنه لا يمكن لأحد أن يفرض علينا رؤيته لحل الازمة السورية ومن هذا المنطلق فالصين تدعو كل الأطراف في سورية إلى وقف العنف والبدء بحوار دون شروط وطالب الديبلوماسي الصيني المجتمع الدولي باحترام سيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها .
لقد عارضت موسكو وبكين قرار مجلس الأمن بخصوص سورية مرتين وطالبتا بعدم التدخل أبداً لإفساح المجال أمام الصليب والهلال الأحمر ليقدما المساعدة للجرحى .
الرئيس الفرنسي نيكولا سا ركوزي قال: إن الصحفية الفرنسية إديت بوفية التي تعمل لصالح صحيفة ( le figaro) والمصور البريطاني بول كونريط « المتورط بتشويه الاحداث في ليبيا », تم تهريبهما إلى لبنان وبشكل غير قانوني وربما كان ذلك لصرف الأنظار عن ( 19 ) عسكرياً محتجزين لدى الجيش السوري بعد أسرهم داخل الأراضي السورية. وربما كان هؤلاء عملاء ورجال استخبارات .
بقلم : باتريك مارتان