تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لول.. ووعاء الحرية الإعلامية المثقوب

فضائيات
الأربعاء 14-3-2012
منهل إبراهيم

برنامج شديد الانحدار في طرح ما يسميه ترفيهيا وتنكيتا... إباحية يطلقها اللسان وكلام يتجاوز الخطوط الحمراء بكل ما للكلمة من دلالات ومعان...

كتب عنه الكثير في الصحف، بعضهم من مدح على طريقته حين وضع البرنامج الهابط في سياق حريته الإعلامية والمجتمعية المثقوبة العوراء والبعض الآخر وضع الإصبع على الجرح الإعلامي الذي يروج أصحابه لثقافة الانحلال القائمة على التخريب الأخلاقي والسلوكي من خلال زرع قيم شديدة الانحطاط وإلباسها لبوس الحرية الخاطئ المزيف.‏

برنامج لول الذي تستمر otv بعرضه يروج للإباحية... نعم بكل صراحة هو كذلك، ألا يستطيع البرنامج أن يكون في إطاره العام المسلي بعيداً عن النكات السمجة والبغيضة والتي يصل بعضها لدرجة لا يستطيع معها أي عاقل أو من لديه ذرة من الحياء والأخلاق أن يستمع الى ما يقال على سبيل النكت وهو في الواقع يخدش الحياء العام لدرجة كبيرة جداً تصل لحد الإباحية في الكلام ولا يستطيع أحد أن ينكر أن ذلك يوازي الإباحية في المشاهدة فالكلام يوازي الصورة والقول قرين الفعل.‏

في إحدى حلقات البرنامج التي عرضت منذ فترة قصيرة شاهدتها بالمصادفة وأنا عند أحد الأصدقاء،بالطبع ليس بوسعي وأنا في بيته أن أملي عليه ما يشاهد... تابعت معه وأنا مدرك لما قد يصدر عن الضيوف (الذي طق لديهم كما يقال شرش الحياء) وحصل ما توقعت، مرت مجموعة نكات أجبرت صديقي على تغيير القناة على وجه السرعة، لاسيما والعائلة حاضرة بين كبير وصغير يتابع وينصت لما يقوله الضيوف (بخفة دمهم) وألسنتهم الملتوية.‏

إذاً أليس من واجبنا الدفاع عن مجتمعنا من برامج مؤذية كبرنامج لول أو ما يشابهه، وإني أجزم أن الغرب لم يصل في برامجه الترفيهية الموجهة للجمهور الى الدرجة التي وصل إليها لول،فكما هو معلوم فإن جميع ما يصدره لنا الغرب من سموم إعلامية وصناعات إباحية يحجبها عن مجتمعاته ويغذي بها المجتمعات العربية ليمعن في قتلها أخلاقياً ووجدانياً وصولاً الى تدمير الهالة التي تحصن المجتمع و المصنوعة بالطبع من نسيج المجتمع وعاداته الأصيلة التي تزود بها من مخزونه التاريخي والحضاري والإنساني.‏

لنقف إذاً وقفة تأمل حيال البرامج التي تنتجها للأسف قنوات عربية ونغربلها من قنواتنا وقوائمنا الرقمية المفضلة، وكلنا أمل أن تقوم قناة ال otv التي لا يليق بها أن تعرض هكذا برامج بوقف مهزلة لول أو على الأقل تغيير نمطه الذي انحرف بعيداً عن مساره كبرنامج مسلٍ ومرفه ويحاكي الحرية التي ما زال البعض يجهلها ويطبقها على هواه بطريقة هادمة لا تنعكس سوى بالتحلل الاجتماعي والخراب على المجتمع برمته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية