تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اعترافاتٌ منفرّة..والمشاهدُ.. فيصلٌ.. حَكَمْ

فضائيات
الأربعاء 14-3-2012
هفاف ميهوب

كلَّما سمعناهم يعترفون ببشاعة ما اقترفوه من أعمالٍ إجرامية, اقشعرَّتْ إنسانيتنا فأُصبنا بالتقزُّزِ مستنكرين, وواقعين تحت هيمنة الصدمة.. غير مصدِّقين بأن هؤلاء الأوغاد من أصولٍ بشرية..

إنهم الإرهابيون الذين عاثوا خراباً ودماراً وانتهاكاً وقتلاً في كل أنحاء الوطن السوري, والذين لم تتوقف فضائياتنا عن عرض مقدار ما دنَّست أخلاقهم واقعنا, ومن خلال مواكبة الآثار التي تركتها أيادي إجرامهم وأيضاً بثِّ اعترافاتهم بنجاسة أفعالهم. تلك التي أرادت فضائياتنا أن يراها كل العالم, ليشهد على دونيتهم مثلما دونية من أحالهم إلى مديةٍ تقطّع الأوصال السورية..‏

المشكلة أننا نرى هؤلاء المجرمين, و قبل إلقاء القبض عليهم, في حالة انفلاتٍ مسلَّحٍ وإجرامي, ليتحوَّلوا وبعد أن يُجرّوا بأفعالهم إلى شاشاتنا, إلى مجرَّدين إلا من ألسنةٍ سرعان ما تبتلع جرأتها باعترافاتٍ نادمة وغبية.. اعترافات.. لا يمكن أن تنفع معها التوبة لطالما لاشيء يبرِّر قيام أصحابها بقتلِ إخوتهم وخيانة وطنهم وتمرّدهم على كل ما يمت بصلة للأخلاق الإنسانية..‏

نعم.. لاشيء يبرِّر لهم.. وخصوصاً بعد أن تابعنا كمشاهدين, مقدار ما لوَّنوا شاشاتنا بلون دماءِ آلاف الضحايا من الشباب والأطفال والنساء.. بل مقدار ما اعترفوا وبكلِّ دمٍ بارد وانتماءٍ جاحد, بما اقترفوه من عمليات سطوٍ وقتلٍ وتدمير وتفجير والأخطر, مقدار ما تفنَّنوا في قطع الرقاب والأوصال بالسكاكين, ودون أن يكتفوا بذلك, لتكون ذروة البشاعة هي اعترافهم بأن من حرضهم على ارتكاب هكذا أفعال, باركهم بحلالِ إجرامهم وأفتى لهم بأن جهادهم يستلزم المزيد من انتهاكِ الحرمات وهتكِ الأعراض وإراقة الدماء ..‏

إذاً.. ألا يمكننا القول: إن فضائياتنا وبديمومة عرضها لاعترافات الإرهابيين, أرادت أن تجعل من المشاهد السوري, فيصلاً وحكماً.. يرى ويسمع ويستنكر ومن ثمَّ يُدين حملة السلاح، هؤلاء المجرمون الذين ارتضوا مصافحة الأيدي القذرة التي امتدَّت إلى وطنهم لتعيث قتلاً ودماراً وويلاً, ومن أجل حفنةٍ من مالٍ حرام أغراهم به الحاقدون اللئام, وبما أعمى بصيرتهم وقادهم إلى حتفهم بعد أن تاجروا بوطنهم وإخوانهم وعرضهم وكرامتهم ودينهم , ودون أن يبالوا لطالما أفتى لهم أبالسة الشرِّ بأن ما اقترفوه حلالُ عقيدتهم..‏

إنه الإلحاد الأخطر.... الإلحاد الذي اعتنقوه إيماناً منهم, بأن عليهم وكلَّما قاموا بعملية من أعمالهم القذرة, أن يباركوها بـإطلاق صرخة جحودهم التي هي: الله أكبر.‏

بعد كل هذا لابدَّ لنا أن نفخر بأخلاق إعلامنا و أن نسخر من أخلاق كلِّ الفضائيات المولعة بتكذيبنا, ليكون من الضروري أيضاً, أن نتيقَّن بأن كل العاملين فيها متواطئون, ومشاركون في هدرِ الدم السوري وكذلك في تضليل مشاهدينا, ليكون على كلِّ مشاهد بات فعلاً فيصلا وحكماً, إطلاق اللعنة على تلك الفضائيات. اللعنة ذاتها التي نطلقها عليها كلَّما تابعنا على فضائياتنا: بعد قليل سنبثُّ لكم اعترافات بعض الإرهابيين..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية