تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عثرات اللسان... المقص.. المقصان..

ثقافة
الأربعاء 14-3-2012
مادة اليوم تحمل شيئاً من الطرافة والمفارقة لأننا حين نعود للبحث عن الأصل لكلمة مانفاجأ كم نحن بعيدون عنه، وربما كان الأفضل أن نبقى على الخطأ المستعمل وألا نعود إلى الصواب المهجور.

منذ سنوات وحين كان أستاذنا د.محمد رضوان الدايه يقدم زاويته اللغوية المعروفة في جريدة البعث لفت انتباهي مادة جاءت تحت عنوان: المقص.. المقصان.. ظلت عالقة في الذهن، وبعد العودة إلى كتابه: (لسان العرب) الذي جمع زوايا أستاذنا، وصدر عن دار البعث عدت إلى المفاجأة نفسها التي اعترتني حين قرأتها أول مرة لئلا نطيل الحديث نعرض جزءاً مما جاء في هذه الزاوية..‏

يقول: ونضرب مثلاً من مادة (ق ص) أو (ق ص ص) من باب الثنائي المضاعف والمقصود بالثنائي المضاعف الكلمة المؤلفة من حرفين الثاني منهما مشدد مكرر..‏

قال صاحب المقاييس (مقاييس اللغة): القاف والصاد أصل صحيح يدل على تتبع الشيء من ذلك قولهم: اقتصصت الأثر إذا تتبعته، ومن ذلك اشتقاق القصاص في الجراح، وذلك أنه يفعل به مثل فعله بالأول، فكأنه اقتص أثره.‏

ومن هذا الباب: القصة والقصص كل ذلك يتتبع فيذكر، وأما الصدر (أي عظامه) فهو القص، لأنه متساوي العظام، كأن كل عظم منها يتبع للآخر ومن هذا قصصت الشعر، ذلك أنك إذا قصصت فقد سويت بين كل شعرة وأختها فصارت الواحدة كأنها تابعة للأخرى مساوية لها في طريقها.‏

ويضيف د. الداية: وبمناسبة مادة (قص) كيف يقال استخدمت المقص لقص الورق أم تقول هما (المقصان) أصر الحريري في درة الغواص على أن الفصيح: مقصان، ومقراصان..الخ، وأنكر قولهم: المقص والمقراض، وقال ابن سيده في (المحكم): المقصان مايقص به الشعر، ولايفرد، إذن يصح أن تقول: قصصت أظافري بالمقصين - وإن كان هذا غريباًعلى اسماعنا اليوم- ويصح أيضاًاستعملت المقص بالإفراد وهو السائد الشائع، وهو صحيح.‏

وأفرد (الزمخشري) (المقص) وحده دون التثنيه (مقصان) في عباراته فقال: (قص الشعر وقصصه) وعنده مقص جيد. ومقاصّ جياد. ويختم د.الداية بالقول: واتساع اللغة يسهم في إسعاف المتحدث والسامع ويتجاوز الذي يتشدد دون وجه تشدد...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية