|
|
متحــــف أشـــــموليان.. ولوحـــــــات مانيـيـــــه ثقافة وقد تملكت عائلة الفنان جون سينجر سارجنت صورة الانسة كلوز التي رسمت عام 1868 منذ عام 1884، وعرضت مرة واحدة فقط. ووافقت العائلة على بيع اللوحة لمشتري أجنبي لم يكشف عن اسمه بمبلغ 28.35مليون جنيه استرليني.
لكن حكومة المملكة المتحدة فرضت منعا للتصدير على العملية وهو ماسيتيح للمتحف شراءها بمبلغ 7.8مليون جنيه استرليني إذا تم تأمين الأموال اللازمة. وسيكون باستطاعة متحف أشموليان شرائها لانخفاض سعرها كون الحكومة لن تتنازل عن ضريبة بقيمة 20.5مليون جنيه استرليني مع عمليات بيع القطاع الخاص. ويقول المتحف أن اللوحة ستكشف معلومات جديدة مثيرة حول أساليب عمل إدوارد مانييه، وهو أحد أعظم أساتذة الفن الحديث متوقعا ان يكون للوحة تاثيرا كبيرا على الجمهور وأتباع مانييه. ورأى مدير المتحف الدكتور كريستوفر براون أن اللوحة من أكثر الصور أهمية في القرن التاسع عشر في بريطانيا منذ عملية البيع التي أعقبت وفاة الفنان معتبرا أن شراء اللوحة يدل على اهتمام متحف أشموليان بالرسم الانطباعي. ويتطلع المتحف للحصول على أموال من الهيئات العامة، والمانحين من القطاع الخاص، حيث يتوجب جمع المال بحلول شهر آب المقبل. واللوحة تصور كلوز فاني، عازفة كمان وصديقة لزوجة مانييه. وكانت اللوحة بمثابة دراسة تحضيرية للوحة بالكون المعروضة في متحف أورساي ديفوار في باريس. وإدوارد مانييه (1832 - 1883) هو أحد أوائل فناني القرن التاسع عشر الذين قاربوا مواضيع الحياة المعاصرة, وكانت شخصية محورية في الانتقال من الواقعية إلى الانطباعية. كسر حاجز التقليد باستعمال الفن في التأثير المرئي، وليس للتعبير عن قصة ما، ومنذ ذلك الوقت غلب هذا المذهب على التصوير التشكيلي، حيث صار الاهتمام بالصورة نفسها أكثر من الاهتمام بالوظيفة القصصية للصورة. تأثر مانييه مثل غيره من الانطباعيين بعضهم ببعض. ورغم انتمائه لهذا المذهب الفني، إلا أنه رفض عرض لوحاته في معارض الانطباعيين لأن الجمهور كان ينظر الى الانطباعية كحركة ثورية ويناصبها العداء.وبدل ذلك بحث مانييه عن النجاح الجماهيري عن طريق عرض لوحاته في معارض الفنانين المحافظين تحت رعاية الدولة. نشأ الفنان ادوار مانييه في اسرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة في باريس. وفى عام 1850 اتجه الى تعلم التصوير خلافاً لرغبة والده الذي اراده ان يدرس القانون، فالتحق بمرسم المصور توماس كوتور الذى مكث معه حوالي ستة اعوام، وأمضى معظم وقته في تلك الفترة في متحف اللوفر ينقل اعمال مشاهير المصورين امثال تنتيرتو وتسيانو وفلاسكويز واوجين ديلاكروا وريبيرا. ساعده والده على السفر خارج فرنسا ليدرس اعمال الفنانين في هولندا والمانيا وايطاليا واسبانيا. واستأجر بعد عودته الى باريس عام 1857 مرسماً في شارع لافوازين بالاشتراك مع المصور باليروي، قبل ان يستقل بمرسم خاص به عام 1860. من اهم أعماله الشهيرة المبكرة الغداء على العشب واولميا والتي أثارت جدلاً كبيرا وعملت كنقطة تجميع للرسامين الشبان الذين سيخلقون الانطباعية. درس مع أنتونان بروست (الذي أصبح فيما بعد وزيراً للمعارف) وزار بلاداً عديدة منها هولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وإسبانيا، ومتاحفها وأماكن الفن فيها. وصاحبَ رجالات الفكر والأدب أمثال الشاعر بودلير والكاتب إميل زولا، اللذين دافعا عنه دفاعاً قوياً بادئ الأمر. كما تحمس له أوجين دولاكروا وعرّفه على الأوساط الفنية.بسبب جرأته الفنية، نصبه الفنانون الشباب زعيماً وقائداً روحياً لهم. كان يقول لهم: «في أي شكل ترونه ابحثوا عن النور القوي والظل القوي، أما الباقي فهو يأتي من ذات نفسه، وهذا شيء بسيط في أغلب الأحيان». وطّد مانييه أفكار معلمه كوربيه الذي كان يدعو الفنانين إلى الخروج من مرسمهم إلى الطبيعة، واهتم بالموضوعات الواقعية، فكان يصف حياة البرجوازيين اليومية حتى سمي مصوِّر الحياة الحديثة. اشتهر مانييه في كل الأوساط الراقية حتى إن كليمنصو نفسه كان يدافع عنه ويوصي بشراء لوحاته، وفي عام 1881 حين صار صديقه بروست وزيراً منحه وسام جوقة الشرف بدرجة فارس. ضاعف مانييه نشاطاته في السنوات الأخيرة من حياته،إلى حين شعوره باضطرابات حركية أدت بعد عملية جراحية إلى وفاته. ويقول عنه بودلير: إنه الفنان الحقيقي الذي استطاع أن يرينا ويفهمنا كم نحن عظماء وشعراء حتى ونحن نضع ربطات العنق ونلبس الجزمات الملمعة».
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
