تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شائعات ..

مشاكسات
الأربعاء 14-3-2012
فؤاد مسعد

انطلقت مؤخراً على صفحات (الفيسبوك) شائعة حول خبر وفاة الفنانة الكبيرة فيروز والمفارقة أن الكثير من المعلقين على الخبر لم يسألوا عن صحته أو مصدره وإنما بدؤوا يذرفون الدموع ويتغنون بأمجادها مستذكرين أعمالها التي شكلت علامات فارقة في الحياة الفنية العربية ،

وعندما نُشر خبر التكذيب من قبل مصدر مقرب من الفنانة فيروز تم نشره على سبيل العلم بالشيء ولم يأخذ تلك الضجة التي حصدها الخبر الكاذب ، والغريب أن هناك من تماهى مع الشائعة وتعامل معها دون أي جهد للبحث وللاستقصاء، وربما تكشف الأيام القادمة مصدر الكذبة أو الشائعة والسبب من ورائها ، ولكن مما لا شك فيه أن المراهنين على اغتيال روح الفن الأصيل هم أبعد ما يكونون عن محاول المساس به .‏

الحادثة بحد ذاتها تجعلنا نفكر ملياً في كيفية وآلية تلقينا للأخبار وتعاطينا معها ، ومن هنا نقف على أعتاب واحدة من أهم وأقدم سبل الحروب غير النظيفة في العالم ، ألا وهي الشائعة ، تلك الحرب التي أسقطت أمماً ، خاصة لما تمتلك من إمكانية الانتشار كانتشار النار في الهشيم ، فهي قابلة للاشتعال في أي لحظة لما تحمله من عناصر جذب وقوة تأثير فاعلة ، فكلما كان الفنان مشهوراً ومحطاً لأنظار الناس كلما كان مادة اكثر دسامة لتُطلق حولها الشائعات وتروج عنها الأقاويل . وللشائعات روادها ومرتادوها والمتفننون بزخرفتها وإطلاقها لا بل وتسويقها . والمفاجأة أن هناك من يصدقها ويتصرف بناءً عليها .‏

عموماً يبقى للوعي دوره في مسألة الفرز والمُحاكمة العقلية ، فالشائعة قد تلعب دوراً سلبياً في حياة الفنان لكن الرهان دائماً على تاريخه الفني وذخيرته من محبة الناس ومكانته في قلوبهم ، تلك المكانة التي لديها القدرة على تعرية الشائعة وإظهار مصداقيتها من عدمها فالمشاهد الواعي يمكنه استنباط مدى مصداقية ما يتم ترويجه من أقاويل كما باتت لديه الوسائل التي تمكنه في أحيان كثيرة من البحث عن حقيقة ما يُشاع .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية