المحدد الذي كان 50 ليرة قبل يومين ليرتفع الى ثمانين ليرة أول أمس.
أسباب ارتفاع اسعار هذا المشروب الشعبي في بعض المحافظات بشكل عام والساحل السوري بشكل خاص تعود في قسم منها لقلة توريد المادة من الأرجنتين خلال الشهرين الماضيين ولاحتكارها من قبل بعض التجار المرخصين وغير المرخصين بعد البدء بتوريدها ومن ثم لطرحها من قبلهم باسعار مرتفعة مع استمرار الطلب عليها.. ولصعوبة توزيعها بسيارات الشركة المصنعة نتيجة الهجوم الكبير عليها من المستهلكين والتجار وبعض المسيئين اينما تواجدت ... يضاف الى كل ما تقدم غياب أي تدخل للجهات المختصة وحماية المستهلك رغم أن البيع بأسعار مرتفعة جداً يحصل على الأرصفة وفي الشوارع امام أعين مراقبيهم. أمام هذا الواقع السيء المستمر منذ عدة اسابيع راجعنا في مكتب الثورة بطرطوس عدداً من تجار الجملة والمفرق وحدثونا عن الممارسات السلبية في توزيع وتجارة وبيع وأسعار هذا المشروب المطلوب جداً في محافظة طرطوس وتمنوا علينا العمل لايجاد حل مع الجهات المختصة في الشركة الموردة والمصنعة وفي الدوائر ذات العلاقة.. ومن خلال متابعة هذا الموضوع مع الشركة التي تقوم باستيراد المتة ومن ثم تعبئتها وتوزيعها بسياراتها من خلال مراكزها المنتشرة في طرطوس وبعض المحافظات الاخرى.
تم جمع مسؤول الشركة مع التجار والشاكين فتبين أن المشكلة لا تتعلق بنقص في كميات المتة حيث وصلت كميات جديدة من المادة الى سورية في الفترة الأخيرة .. انما تتعلق بصعوبة ايصال المادة وصعوبة توزيعها الى تجار الجملة والمفرق وفق الآلية السابقة قبل الأزمة.
ومن خلال النقاش تم التوصل الى آلية جديدة تتيح توريد كميات كافية الى طرطوس يومياً وتوزيعها بعيداً عن آليات الشركة المعروفة حتى لا تتعرض للاعتراض والاعتداء وأخذ الكميات منها عنوة.
لكن قبل البدء بهذه الآلية بيوم واحد وتحديداً أول أمس الاثنين تعرضت احدى سيارات الشركة لهجوم من بعض الخارجين على القانون على طريق عام حمص- طرطوس وقاموا بأخذ كامل حمولتها البالغة 12 طناً ومن ثم قاموا بتخزينها في مستودعاتهم وبدؤوا يبيعونها بأسعار خيالية في السوق و ( على عينك يا تاجر)!
وفور ذلك تقدم صاحب الشركة بكتاب الى محافظ طرطوس سجل برقم 257 /ط تاريخ 12/3/2012، طالبا التحقيق في الأمر وبعد اتصال مع مسؤول في الشركة أكد أنه يسعى بالتعاون مع الجهات المعنية لاغراق السوق بالمادة خلال اليومين القادمين وبالأسعار المحددة من الشركة..
وحول سبب زيادة سعر العلبة الى ثمانين ليرة قال إن السبب يعود لارتفاع سعر الدولار وفي حال انخفاض سعر صرفه كما كان سينخفض السعر الى الخمسين ليرة.
هذا وقد علمنا أن الجهات المختصة في طرطوس أوقفت أمس بعض المتهمين بالسطو على سيارة الشركة وباحتكار المادة وبيعها باسعار خيالية وتتابع التحقيقات معهم.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم لماذا يقوم بعض المواطنين بشراء المادة بأسعار مرتفعة تفوق المعقول وتساهم في احتكار البعض للمادة ورفع اسعارها؟