إقحام الطفولة في الصراعات المسلحة خطر داهم يهدد مستقبلها ومجتمعاتها
مجتمع الأربعاء 24-4-2013 هدى الشعلة الحياة حق مقدس لكل البشر حضت الشرائع السماوية على قدسيتها والحفاظ عليها مهما كانت الأسباب والظروف، فالله سبحانه وتعالى رفع الإنسان وأعطاه مكانة عظيمة لم يعطها لمخلوق آخر وكرمه عن سائر المخلوقات بالعقل والتفكر،
وحث في كتبه المقدسة على ضرورة أن تصان كرامته وحقوقه، ونظرا لأهمية الإنسان ومكانته ودوره في الحياة فلا بد من السعي من أجل الرقي به إلى درجة السمو والرفعة. فما نراه اليوم في كثير من المظاهر التي تشهدها الحياة تناقض كثيرا ما حضت عليه الشرائع والكتب السماوية في هذا الخصوص، فكم من حالات شهدناها أو سمعنا بها أو من ظواهر تم من خلالها الإساءة للإنسان ولإنسانيته وممن؟. من أخيه الإنسان، سواء بقصد أو بغير قصد، فمن الظواهر التي يندى لها الجبين، سلب الإنسان حياة أخيه الإنسان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بمبررات لا طعم لها ولا لون.ومن أكثر تلك المظاهر إساءة هو زج الأطفال في الصراعات الدائرة وخاصة المسلحة منها، بدلا من أن يأخذ حقه في الحياة الكريمة سواء من حيث العيش الكريم أو التعليم أو التثقيف، لأنه كائن مازال في طور النمو ولم تتشكل شخصيته بعد، لذا ينبغي تحصينه وإبعاده عن كل المؤثرات الخارجية التي تنعكس سلبا على نمو شخصيته وتطورها ونضوجها لما هو خير له ولأسرته ومجتمعه، ومن حقه أن يحيا بعيدا عن تلك المؤثرات وخاصة ألوان الصراع السياسي أو العسكري التي تم زج الكثير من الأطفال فيها، وهم لم يعوا بعد وجودهم في هذه الحياة، لكن البعض يستغلهم لضيق أفقهم وعدم سعة مداركهم في تلك الصراعات لسهولة انقيادهم، بعيدا عن التفكر بما لهم وما هو عليهم من الحياة أولا ومن تلك الصراعات ثانيا.
ويحاول البعض أن يسوق الفكرة بحجة أن هؤلاء الأطفال قد كبروا، وأصبح في الإمكان زجهم حسب زعم أولئك في المشاركة بصناعة مستقبلهم ومستقبل أوطانهم أو القضية التي زجوا من أجلها دون علم منهم أو معرفة بها أو بأبعادها ونتائجها، لكنه تم تحضيرهم بطريقة سيئة مستغلين ضيق أفقهم ومحدودية مداركهم، لزرع التلوث في عقولهم خدمة لغايات مستغليهم على حساب طفولتهم التي يتم التلاعب بها.لماذا يتم إقحام الطفولة في مناحي هي بعيدة عنها كل البعد؟ فبدلا من أن يكون سلاحها العلم والتعلم عبر حمل الحقيبة المدرسية والاتجاه بها صباحا إلى المدرسة والوقوف في ساحة المدرسة تردد الشعار الصباحي وتحيي علم البلاد،أصبح قسم من هؤلاء الأطفال المغرر بهم يحملون السلاح بوجه أبناء وطنهم ومن كانوا لهم نورا، فحماية الأطفال من أن يتم التلاعب بهم على هذا النحو هي جزء لايتجزأ من حماية حياتهم وحقهم بالنمو النفسي والعقلي الصحيح، ويجب العمل على نشر الوعي بين جميع الأهالي على اختلاف مواقفهم السياسية بمدى الخطر البالغ الذي يسببونه لأطفالهم عند السماح لهم بالانخراط في الصراع السياسي (خاصة المسلح) وهو خطر سوف لن تتوقف آثاره على الطفل نفسه وعلى مستقبله بل أيضا على محيطه الأسري والاجتماعي أولا وعلى مجتمعه ثانيا .
على الدول والمجتمعات والمنظمات الحقوقية والإنسانية عموما، والمعنية بحقوق الطفل والأسرة على وجه الخصوص أن تعي تلك الظاهرة وانعكاساتها الخطيرة على حياة الإنسان والطفولة «الموؤدة» بهذه الطريقة وأن تكون على قدر المسؤولية تجاه تلك الظاهرة المسيئة جدا للإنسان ولطفولة الطفولة، وأن تضع حدا لها ولكل من يحاول استغلال الطفولة وإدراجها في مكمن لا ناقة لتلك الطفولة فيه ولا جمل.
|