الشراكة عبرالأطلسي ... تهدد اتفاق التجارة الحرة!!
لوموند ترجمة الأربعاء 24-4-2013 ترجمة سهيلة حمامة يمكننا القول بداية بأن مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين أميركا والاتحاد الأوروبي ينظر إليه عموماً كتعبير عن روتين تجاري خاص بعالم التجارة .... ومع ذلك تبقى تحديات هذا المشروع وتبعاته على الاستراتيجية الأوروبية هائلة .....
وبحسب «بروكسل» تبدو الأمور بسيطة جداً ومن شأن الاتفاقية المذكورة بين أميركا والأتحاد الأوروبي توليد مكاسب ضخمة تقدر بـ100 مليار يوروسنوياً ، وانطلاقة نمو الناتج المحلي الإجمالي على جانبي المحيط الأطلسي دون تكلفة تذكر ،وأيضاً إحداث تحويل في السياسة التجارية للاتحاد وما تقتضيه من تغطية أكثر من 60٪ من الاتفاقات الثنائية في حين أن النسبة لم تتجاوز الـ25٪ قبل عشر سنين من الآن ، علماً بأن أوروبا كانت على الدوام تستثمر في المفاوضات المتعددة الأطراف سواء التجارية أو المناخية .... التعددية هي الأساس التاريخي للسياسة الأوروبية والضمان الأمثل لمصالحها ، وهي مع ذلك لا تمتلك الموارد الجيوسياسية التقليدية مثل الولايات المتحدة. ومع ذلك، تحرص اللجنة على أن تقول لنا لماذا تقوم وبشكل قوي بهذا التحول لصالح هذا الثنائي ، أميركا الاتحاد الأوروبي ؟ ببساطة لأنها لا تريد الاعتراف بأن جولة المفاوضات التجارية في منظمة التجارة العالمية (الدوحة) قد ماتت ودفنت ، الأمر يعود برمته إلى الخطأ الذي ترتكبه أميركا بعدم إيمانها بالنظام التجاري المتعدد الأطراف ، وعجزها عن منحه المكاسب التي تدأب على سحبه منه على قلتها وندرتها -منظمة التجارة العالمية عرضة للخطر رغم صعوبة الأمر ومع ذلك ، لا تحاول «بروكسل» البتة وضع خطوط عريضة للتفكير والتخيل عما سيؤول إليه النظام التجاري العالمي في غضون العشرين سنة القادمة .... فاللجنةتحاول وببساطة متناهية بيع مزايا معاهدة ثنائية مع أميركا لمدة لا تقل عن خمسة عشر عاماً .... وليتجلى الخطر الأكيدعلى خليفة الميرل القوية من قبل اللجنة بتحقيق مكاسب أهم وبأي ثمن وخلال مهلة محددة ... واقع الأمر أن ثمة اختلافات كبيرة بين الأميركيين والأوروبيين حول مجموعة من المواضيع مثل حماية البيانات الشخصية وقواعد حقوق المؤلف في القطاع السمعي - البصري والإعانات الزراعية والبيانات الجغرافية والسياسات المنافسة والقواعد البيئة والصحية وغيرها ...
من الصعوبة بمكان التغلب على هذه الاختلافات الشركاء بين الشركاء على ضفتي المحيط الأطلسي أعني أميركا وأوروبا رغم استقلالية تنظيمهم ووطنيتهم، الأمر الذي يتطلب منهما تحقيق اتفاق وإيجاد الأسلوب الملائم أولاً، لتحقيقه بشكل أفضل.
ويتجلى الأسلوب المفترض،بحسب المعنيين، في المواءمة أو الاعتراف المتبادل بين الطرفين ... ففي الحالة الأولى ، ربما يتخلى الأوروبيون عن بعض الأفضليات الاجتماعية ذات الصلة بالمبدأ الوقائي...وفي الحالة الثنائية ، يبدو أن الخطر يكمن في رؤية مكاسب مشروع اتفاق التجارة الحرة تتحدد جداً منذ اعتزام الطرفين القبول بخصوصيات بعضهم البعض واعتبار هذه الخصوصيات ملزمة لحرية حركة السلع والخدمات .... العلاقة بين القوى الأميركية والأوروبية غير متساوية ، رغم تعادل اقتصادهما ، وحيازتهما على هيكلية دولة جيدة تشكل التجارة فيها جزءاً من التجارة الجيوسياسية المتعادلة، وكلتا القوتين ترميان معاً من وراء ذلك كله إلى احتواء صعود الصين القوي والمثير ....
بقلم : زاكي ليدي
|