بهدف وضع نظام اقليمي جديد للعلاقات السياسية والدينية والايديولوجية والاقتصادية والمرتكز على أسس دينية وعلاقات اقتصادية يكون لتركيا فيه دور محوري تتكامل فيه مع دورها في البلقان وآسيا الوسطى فيما يسمى بالعثمانية الجديدة وقد تلونت تلك السياسة بمزيد من عناصر القوة الخشنة والناعمة معا تجاه سورية مستخدمة في ذلك جميع الوسائل والأدوات الممكنة سعيا لصوغها في ضوء المصالح العليا التركية مستخدمة جميع العوامل الايديولوجية والسياسية فضلا عن أدواتها المباشرة وقيامها بتحويل تركيا لمركز وممر للمجموعات المسلحة والارهابية باسم الجهاد , فالحدود بين سورية وتركيا باتت أشبه بالحدود بين باكستان وأفغانستان حيث لاتتوقف حركة المسلحين والهجمات المسلحة والتورط الاستخباراتي لمعظم دول العالم وباتت حكومة أردوغان أمام تطلعاتها الجامحة ترى في استخدام هذه المجموعات أفضل وسيلة لتحقيق أحلام أردوغان الامبراطورية.
وقد جذبت السياسة الخارجية التركية الانتباه من خلال خدمتها للمصالح الأميركية والغربية في العالمين العربي والاسلامي ففي ليلة رأس السنة الميلادية لعام 2013 قام جنود أميركيون سكارى في قاعدة انجرليك العسكرية الأميركية في تركيا بالاعتداء على مسجد يقع في تلك القاعدة بكسر نوافذه وحرق قبته وتمزيق القرآن الكريم والعلم التركي وقد أبلغ الإمام مسؤول الجامع عن الواقعة قائد الكتيبة التركي المكلف بالحراسة وتم التحقيق بالموضوع وتصوير الحادث بالصور والفيديو ولكن بناء على طلب قيادات القوات الجوية الأميركية جناح رقم /39/ تم مصادرة الصور والفيديو المصور عن الحادثة وإيقاف التحقيق بالحادث وقامت السلطات التركية بقمع احتجاجات المسلمين في محيط قاعدة انجرليك والمناطق السكنية المحيطة بها واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار هذه المعلومات , وبالرغم من أن هذه ليست أول حادثة أمريكية لتدنيس جنود أميركيين للمقدسات الاسلامية في تركيا وبالتالي فإن التصرفات التركية تجاه أميركا تثير الاشمئزاز بتغطيتها للجرائم التي يرتكبها الأميركيون في تركيا ضد الاسلام من أجل صداقة مشكوك فيها مع واشنطن بهدف نشر صواريخ باتريوت معدة أيضا لمحاربة المسلمين ويعد نشر الدرع الصاروخية الأميركية في تركيا وكذلك صواريخ باتريوت والموافقة على استفادة اسرائيل أمنيا من هذه المنظومة واسئناف الصفقات العسكرية مع اسرائيل أمراً في غاية النفاق على عكس ماتبديه للدول العربية وكلها تعبر عن الدور الوظيفي لتركيا في المنظومة الأمنية الغربية والهدف الجوهري لذلك استهداف منطقة الشرق الأوسط وسورية بالتحديد وبالتالي فإن تركيا ذلك البلد المنافق -الذي يقدم نفسه على أنه نموذج للديمقراطية والجسر الذي يربط بين الشرق والغرب -ماهو في واقع الأمر إلا حصان طروادة للولايات المتحدة الأميركية واسرائيل في العالم الاسلامي ,كما أن التنسيق بين اسرائيل وأردوغان في العلاقة مع المجموعات المسلحة وصل إلى مرحلة التعاون المشترك والتي تجمعهما صفة مشتركة وهي مطامع احتلالية عثمانية وصهيونية بتمويل قطري سعودي وهذا مابدا واضحا من خلال هبوط طائرات النقل الاسرائيلية المحملة بأسلحة القتل والدمار في المطارات الأردوغانية العسكرية بهدف إرسالها للعصابات المسلحة في سورية وقد أكد تقرير اسرائيلي أن كل من السعودية وقطر تقومان بدفع أثمان الأسلحة الاسرائيلية إضافة إلى قيام اسرائيل بتشكيل طاقم خاص يضم مستشارين أمنيين وعسكريين من تل أبيب للانضمام إلى صفوف الطاقم الرئيسي المشكل من قيادات استخباراتية أميركية وتركية وعربية ويتوافق هذا الطاقم مع المستويين العسكري والسياسي ليكون هذا الطاقم مسؤولا عن الاتصال بالعصابات المسلحة والارهابيين في سورية وقد حافظت تركيا على علاقاتها وتعاونها مع اسرائيل في المجالات العسكرية والتجارية والاقتصادية والتقنية بالرغم من انتقاد تركيا العلني لاسرائيل على المستوى الاقليمي والدولي فإن أنقرة في الواقع تستعد لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب وذلك نتيجة للاتصالات والمفاوضات المكثفة بين ممثلي اسرائيل وتركيا أواخر عام 2012في جنيف وكانون الثاني 2013 في واشنطن وشباط في روما كما أن تركيا -وبضغط من الولايات المتحدة الأميركية -وافقت على المقترح الاسرائيلي لمطالب أردوغان بعد حادث مرمرة /أسطول الحرية/ وأن الاعتذار الاسرائيلي في نهاية آذار 2013 مبني على نص الاعتذار الأميركي لاسلام آباد عن مقتل 24 عسكريا من الجيش الباكستاني عام 2011 وجاهزية اسرائيل لدفع تعويضات لعائلات الضحايا وفيما يتعلق برفع الحصار عن غزة وفق متطلبات أردوغان فإن اسرائيل قامت بتوسيع منطقة الصيد وكذلك مرور مواد البناء القادمة من قطر وتركيا لبناء مشاريع إنسانية في غزة ,وحقيقة القول فإن تركيا وصلت لحلول مرضية مع اسرائيل منذ نهاية عام 2012 وقد سمحت تركيا لاسرائيل بالمشاركة في التدريبات العسكرية مع الناتو في مياه البحر الأبيض المتوسط وذلك تحت شعار استمرار التصريحات المعادية لاسرائيل من قبل المسؤولين الأتراك بما فيهم أردوغان وفي شباط 2013 من خلال وساطة شركة بوينغ تم شراء معدات عسكرية اسرائيلية بقيمة 100 مليون دولار كما أشارت صحيفة هآرتس إلى سعي المجموعة التركية العملاقة «زورلو القابضة» لاقناع اسرائيل والشركات العاملة في حقل «ليفياتان» البحري للغاز الذي سطت عليه اسرائيل بالموافقة على تصدير الغاز لتركيا .