الذي بات يشكل بورصة مستقلة لوحده الأمر الذي انعكس على أسعار هذه السلع ارتفاعا ولم يعد المواطن بمقدوره تحمل هذه الارتفاعات الكبيرة مع دخله الذي لا يتناسب مع حجمها وتكرارها بشكل يومي ومفتعل !!
هذا الوضع دفع بالجهات المعنية إلى اتخاذ العديد من القرارات منها ما يتعلق بسعر الصرف والآخر وهو الأهم المتعلق باستيراد بعض السلع ومنها الفروج المجمد لكسر ارتفاع سعر هذه المادة وتأمينها للمواطنين ،ولكن على أهمية ذلك يجب آن لا يكون على حساب المنتجين الذين من الممكن أن يتحولو إلى تجار ومستوردين ويغلقون منشآتهم لكون ذلك اربح لهم من الإنتاج وبالتالي نكون قد تحولنا من بلد منتج إلى بلد مستورد مخسنا استثماراتنا وخلقنا عمالة عاطلة عن العمل ، والأمر قد لا يتوقف على منتجي الفروج وإنما القطاع الصناعي الخاص الذي يمكن أن يستغل مثل هذه القرارات خاصة انه يحسبها دائما وفق مصلحته فإذا وجد أن التجارة تكسبه أموالا أكثر بالتأكيد لن يبقى يعمل في مجال الصناعة وبالتالي نكون أيضا خسرن صناعتنا وفرص عمل كانت توفرها هذه الصناعات !!
لاشك أن الذين عاصروا أزمة الثمانينات يتذكروا كيف كان الحصار الاقتصادي والإحداث الدامية التي فعلها إخوان الشياطين آنذاك غير أن هذه الأزمة حولت السوريين إلى منتجين في كافة القطاعات الصناعية والزراعية وأخذت الناس تعود إلى استصلاح أراضيها واستثمارها بالزراعة بالإضافة إلى تربية الثروة الحيوانية وباتت سورية بلد مصدر لزيت الزيتون والحمضيات والخضراوات والقمح والأقطان والأغنام ما يعني أن الأزمة آنذاك لم تحولنا إلى مستوردين وإنما إلى بلد منتج يعتمد على ذاته ويمتلك قراره الاقتصادي والسياسي بنفسه
بالتأكيد أن حجم الأزمة الآن كبير جدا اكبر من الماضي ولكن علينا أن لا ندعهم يمتلكوننا من قرارنا الاقتصادي أولا وبالتالي علينا استثمار كامل طاقاتنا وإمكانياتنا الإنتاجية وتحويلها غالى مصدر قوة ومناعة لبلدنا وليس العكس خاصة ان السوريين قدموا في السابق ولا يزالون تجارب كثيرة في الإنتاج والإبداع والصمود!