تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أجل أن تستمر الحياة

مجتمع وعلوم
الثلاثاء 8/11/2005م
محمد عنقا

لو كانت الحياة هينة وسهلة المنال, لكان الإنسان مخلوقاً مدللاً وكياناً مهملاً.. يبحر أعماقه انتظار لأشياء لا يعرفها.. وتمر حياته دون أن تترك أي أثر على صفحات المسيرة التاريخية..

لكن الحياة ليست سهلة المنال, فهي بطبعها وعلى كافة الصعد التي تقاس بها قاسية ومريرة وأحياناً غير رحيمة..ولعلها بذلك تمتحن قدرة الإنسان على الصبر.. وتختبر إيمانه بالقيم والمبادىء الخلقية التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات..‏

عندما كنا صغاراً, كنا نشعر أن الحياة شيء هيّن.. وأننا وجدنا كي نستمر, وأن القلق إحساس خلق ليكون من أقدار الآخرين..‏

وعندما كبرنا..عرفنا- بقسوة لا تحتمل-أن الحياة ليست بالسهولة التي تخيلناها.. أن لنا دوراً نؤديه, حتى نحافظ على إنسانيتنا, ومواقعنا, ولا نتحول إلى أشياء مرمية على سفوح الحياة أو متاهاتها..‏

عندما كبرنا.. بدأنا نحس الحاجة إلى ألف جواب لحوح يسكننا ويمزق أعصابنا..‏

لماذا نولد.. إذا كنا سنموت..???‏

ولماذا نخون البراءة... إذا كانت هذه إحدى صفاتنا الإنسانية..???‏

ولماذا لا تكون العين صافية.. إذا نظرنا بحب ومودة..??‏

ولماذا لا يكون القلب آلة توزع الدم على جسم الإنسان, دون أن يسكنه الأسى والمقت والأحزان التي تنتهي..???‏

عندما كبرنا.. وجدنا أننا على دروب اليأس نبحث عن الخلاص..‏

ولكن القليلين هم الذين يختزنون في صدورهم براءة الإنسان كي يعملوا من أجل سعادة الآخرين , ويستمدوا سعادتهم منها..‏

هؤلاء هم, ومن أجلهم تستمر الحياة.. التي تبقى رغم سوادها أحياناً.. أروع من النفي والإحباط غير المبرر.. والسقوط غير اللائق بإنسانيتنا.!!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية