|
نوافذ..( في الطريق .. . سرحان ) صفحة أخيرة وقد تعب تعباً شديداً وصل به الى أقصى درجات الإرهاق. إلا أنه, وعلى الرغم من ذلك, أجبر نفسه على الركض ثانية لم تمض لحظات إلا وتبعه الصيادون يطاردونه فسألوني إذا ما رأيت الثعلب. فأخبرتهم بما رأيت لكن عندما سألوني عن الاتجاه الذي سلك, كذبت عليهم. فلا اعتقد بأنني سأتحول الى إنسان أفضل إذا ما تفوهت بالصدق حينها). فأجاب يومها غاندي:( برتراندرسل هو كاتب وفيلسوف عظيم لكنني ومع كل احترام له, لا أوافقه على رأيه هذا, فقد أخطأ أولاً عندما اعترف برؤيته للثعلب, فلم يكن ملزماً بالرد على السؤال الأول- كان بمقدوره أيضاً أن يرفض الرد على السؤال الثاني فأنا أؤمن بأن الانسان غير ملزم دائماً بالإجابة على الأسئلة التي توجه إليه. فلا استثناءات في قول الصدق). لا أدري ماذا كان.. سيكون مصير ذلك الثعلب لو سئلت عنه لجنة التحقيق الدولية.. وماذا لو أن حدثت معجزة واتبع السيد ميليس طريقة غاندي في قول الصدق.. . وانقلب العالم قررت كل من أميركا و انكلترا بأن:( الاستقامة أفضل سياسة)كما أكد غاندي دائما.. وتذكر سياسيو فرنسا ما أقره يوماً أندريه مالرو, الوزير الديغولي الشهير: (بأن لا أحد يصنع للآخرين أمتهم). وأن (التطعيمات لا تنجح على الأجسام الغريبة).. ماذا لو أن إدارة بوش تخلت عن سيناريوها (الويسترن) الذي تريد تنفيذه عندنا.. على أرضنا .. وتزين ساحات مدننا وشوارعنا بتماثيل للجرذ ميكي ماوس.. والبطة دونالد.. والأرنب باغزبني.. وأصبحت الدبلوماسية هي الموافقة على الكذب بكل ألوانه واللعب على حباله القصيرة والطويلة. لهذا اختلف منطق غاندي في الصدق عن منطق فيلسوف الانكليز برتراندرسل... ولهذا أيضاً اخترعنا منطقنا الخاص بالصدق.. الواضح والحاسم ..ولأجل كل صدقنا الأزلي هب سرحان العلي من عرب الصقر ونسف ماسورة البترول.. في ثورة سنة 1936 الفلسطينية ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية.. ووصفه شاعرنا توفيق زياد: كتلة صامتة كان يسير وبعينيه سكاكين, وشر مستطير كتلة تنحت نحتاً دربها, بين الصخور .. شرهاً كالذئب للصيد الكبير........ إيه يا سرحان.. أسرع!!.
|