|
|
السيدة أسماء الأسد تتسلم جائزة بايستوم الدولية للآثار دمشق والذي تعمل فيه بعثة أثرية ايطالية منذ عام 1964 تسلمت السيدة أسماء الاسد عقيلة السيد رئيس الجمهورية العربية السورية جائزة بايستوم الدولية للأثار الذي ينظمه المعرض المتوسطي للسياحة الاثرية 2005 وذلك في حفل اقيم مساء امس في المتحف الوطني بدمشق لتكون بذلك الشخصية الاولى التي تمنح هذه الجائزة. والجائزة عبارة عن عمل فني يسمى ضريح الغطاس وهو مصنوع من قطع خزفية ثمينة بتوقيع الفنان (جان كابيتي) اختصاصي الخزف ذي الشهرة العالمية. وضريح الغطاس هي لوحة محفوظة في متحف الاثار الوطني في بايستوم ذات قيمة تاريخية وفنية لا تقدر بثمن, فهي الجدارية الاغريقية الوحيدة الأصلية المرسومة على غطاء الضريح وتمثل رجلاً يغطس في الماء كرمز للعبور من الحياة إلى الموت ويعود تاريخها إلى 470 - 480 قبل الميلاد.
والمعرض ينظم سنوياً, وكل عام يتم اختيار دولة لتكون ضيف شرف المعرض وقد كانت سورية ضيف شرف الدورة السادسة عام 2003 وقد تركت مشاركة سورية انطباعاً مميزاً لدى الجميع.
وقد بدأ الاحتفال بكلمة للسيد وزير الثقافة د. محمود السيد أكد فيها أن سورية رمز التآخي بين البشر ومخترعة الأبجدية الأولى حاملة رسالة المحبة والسلام إلى العالم عبر العصور.
فها هي مكتشفات الممالك الحضارية القديمة التي عرفتها أرض سورية في أوغاريت وقطنا وإيبلا وماري وعمريت تعبر عن المستوى الحضاري الذي عرفته أرضنا في مختلف المجالات, وقد زاده ألقاً ذلك التفاعل الثقافي الإنساني بين حضارات الشعوب المطلة على البحر المتوسط, ثم أوضح أن بورصة المتوسط الثامنة للسياحة والآثار في ايطاليا قدرت عالياً ذلك العمق الحضاري في بلادنا وفضله في مسيرة الحضارة الإنسانية, كما قدرت عالياً الجهود الكبيرة التي تبذلها السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد الرئيس في صون تراث سورية الإنساني والحفاظ عليه وتوظيفه في عملية التنمية وخدمة المجتمع والإنسانية.
ثم أبرز د. السيد مدى اهتمام السيدة أسماء الأسد بموضوع الآثار ومتابعتها الحثيثة والمستمرة والدؤوبة له, كثيراً ما زارت المواقع الأثرية ميدانياً واجتمعت بالبعثات العاملة فيها كما يرجع الفضل إليها في ربط ايبلا بتل مرديخ بتنمية البيئة المحيطة بالتل والنهوض بالمجتمع الذي يجاوره , توعية للمجتمع المحلي وإسهاماً في تقدمه والارتقاء به. وأبرز وزير الثقافة عمق العلاقات الثقافية والسياحةالثقافية التي تربط بين سورية وايطاليا في مجالات متعددة ومنها التعاون في مجال التنقيب الاثري والترميم والتدريب والتأهيل وإقامة المعارض إضافة الى تقديم الدعم لإعادة تنظيم المتحف في دمشق وتجديده وإعادة تأهيل قلعة دمشق والمساعدة الفنية لمتاحف حلب وتدمر وإدلب . من جانبه اكد اوغو بيكاريللي مدير بورصة المتوسط للسياحة والسفر أن منح السيدة أسماء الاسد جائزة بايستوم يأتي ضمن برنامج واسع يؤكد التوجه الاساسي للبورصة في تطلعها الى تدويل الروابط والعلاقات كمرجع مركزي لتطوير ودعم العرض والطلب السياحيين وبشكل خاص في القطاع الفني والثقافي. ثم القى الدكتور دانييلي بوراندي مدير الجانب الايطالي في البعثة الاثرية المشتركة العاملة في موقع قطنا كلمة البروفسور باولو ماتييه رئيس البعثة الايطالية في تل مرديخ (ايبلا) اعرب فيها أن سورية اصبحت خلال الاعوام الاخيرة احدى البلدان الاساسية للنهوض بالتراث الثقافي الاثري في حوض المتوسط لا بل هي واحدة من البلدان الاكثر تقدما في مجال البحوث الاثرية العالمية كما ان الاهتمام الموضوعي الذي تميز بتركيز قوي على التراث الثقافي كإرث عالمي للانسانية جمعاء من قبل سورية يستوجب التقدير الفائق. والقى الدكتور ميشيل مقدسي مدير التنقيب في المديرية العامة للاثار والمتاحف كلمة تناول فيها اعمال التنقيب في مملكة قطنا وأثر هذه الاعمال في الكشف عن الدور الحضاري لتلك المدينة خلال العصر الآرامي ومساهمة الفريق الايطالي في تأهيل الموقع وترميم عدد من أوابده. بعد ذلك تسلمت السيدة أسماء الأسد جائزة بايستوم, وافتتحت معرضا أثريا مخصصا لبلدة قطنا بعنوان (قطنا مملكة تتحدث عن المجد) حيث عُرض أهم المكتشفات التي عُثر عليها أثناء الحفريات وذلك بشكل تسلسلي منذ القرن الثالث قبل الميلاد حيث جالت السيدة أسماء على أقسام المعرض, وأبدت اعجابها بما عُرض فيه. والمعرض سلط الضوء على الدور الاقتصادي والتجاري لتلك المملكة من خلال عدد من اللوحات الجدارية بالإضافة إلى قسم مهم من المعروضات للكنز الملكي الذي ظهر في مقبرة الأسرة المالكة والذي يضم الكثير من اللقى الذهبية, الحجرية والفخارية. هذا وقد حضر الاحتفال كل من الدكتور هاني مرتضى وزير التعليم العالي والدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة والسيد انجيلينو فيلاني مسؤول لجنة رئاسة اتحاد ارياف ايطاليا وعدد من الشخصيات السياحية في ايطاليا ورؤساء بعض البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
