|
|
ترويج بأسلوب التلفزيون السوري!! فضائيات بينما المذيعة تجري مقابلة مع أحد المواطنين وتظهر خلفه ضمن الصورة حاوية للقمامة. في مقابلة ثانية وثالثة الحاوية تتصدر الصورة وفي مقابلات أخرى انتقلت الكاميرا إلى مكان آخر وكانت خلفية الصورة خيمة بشعة المنظر. استغربت لهذه المشاهد المؤذية التي تظهر على الشاشة، ألا توجد في بلدنا مناطق سياحية جميلة، أو مواقع أثرية رائعة أو حدائق بديعة حتى تجرى المقابلات أمام تلك المناظر البشعة؟ هذه الحادثة تضعنا أمام مشكلة كبيرة يعاني منها قسم كبير من العاملين في البرامج التلفزيونية بمختلف اختصاصاتهم (مخرج، معد، مذيع، مصور..) هي مشكلة ضحالة أوحتى انعدام الثقافة المهنية في مجال عمله، وهذا بالتالي ناجم عن نقص ثقافته العامة وللأسف فإن قسماً كبيراً من هؤلاء لايملكون أي دراسة أو تحصيل علمي في مجال عملهم بل ولايحملون حتى الشهادة الثانوية فمعظمهم كان يعمل مستخدماً في مجال ما في التلفزيون وعن طريق الواسطات أصبح في عمله الحالي، وبعضهم كان يعمل في (بوفيه) التلفزيون، قد يقول قائل: إن هذا ليس عيباً فكبار المفكرين والأدباء والعلماء والسياسيين، عمل بعضهم في مهن متواضعة هذا صحيح، ولكن هؤلاء تعبوا على أنفسهم كانوا يعملون في النهار ويدرسون في الليل حتى حصلوا على أعلى الشهادات وأعلى الثقافات، لكن هؤلاء العاملين في التلفزيون وصلوا إلى أعمالهم الحالية بعجرهم وبجرهم والكفاءة الوحيدة التي أوصلتهم الواسطة وتعلموا المهنة من سابقين لهم، لايزيدون عنهم في شيء. إن الثقافة المهنية المتخصصة مهمة في أي عمل ومن الضروري أن تدعمها ثقافة عامة تجعل الانسان واسع الافق والنظر، قادراً على اختيار المواقف الصحيحة في عمله وهذا أمر مهم جداً في العمل التلفزيوني الذي هو أهم واجهاتنا الحضارية. ولكنه لايقوم وللأسف بهذا الدور إلا في حدود ضيقة!!
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
