يمنع الاقتراب منها في تقاليد ضاغطة جداً على أعصاب الأبناء إضافة إلى الملل من طول فترة المراجعة والتحضير للامتحان كما شكا لنا الكثيرون من الذين تقدّموا لامتحان الشهادتين.
الامتحانات مرّت أو تكاد، والأبناء فعلوا ما عليهم وما يستطيعون فعله فهل ألقينا السلاح ونسينا من كان يقدّم الامتحان أم إنه بدأ الآن الدور الحقيقي لنا كأهل في إعادة صياغة وترميم الأثر النفسي الذي تركه هذا الامتحان سواء أكان هذا الأثر سلبياً أم إيجابياً؟
قسم كبير من الأهالي صادر وقت أبنائه من خلال برنامج دراسي مشدّد وصعب يحدد أوقات الجلوس مع الكتاب وأوقات الاستراحة وأوقات تناول الطعام..إلخ، وهذا بحدّ ذاته متعب لأن الأبناء بين عمر 15-18 سنة والذين خضعوا لامتحان الشهادتين هم أحوج ما يكون للانطلاق وإلى بعض الفوضى أيضاً وقد حُرموا من الأمرين خلال الشهرين الأخيرين على الأقل، وبالتالي إن لم يجدوا ما يفرغون به شحناتهم المتراكمة وطاقاتهم الداخلية فقد تتأثر شخصيتهم وتتعطّل قدراتهم إلى حدّ ما.
يستحقون برنامج ترفيه مختلفاً عن حياتهم العادية يشعرون من خلاله أنهم يتلقون تحية الأهل وشكرهم على ما بذلوه من جهد خلال فترة الامتحانات وما قبلها، ويمسحون به ما عكّر صفو وجوههم وكدر قلوبهم بعض الوقت، ويأخذون منه القدرة على التحمّل في انتظار النتيجة التي سيأتي انتظارها ضاغطاً من جديد على أعصابهم.
قد يعتقد الكثير من الأهالي أننا ندعو إلى رصد ميزانية كبيرة لهذا المشروع، ويعقّبون بأن الراتب لا يكفي ولكن من يتفحّص المكان حوله يدرك أنه ليس بحاجة إلا لبعض الإحساس بهذا المكان والقدرة على نقل هذا الإحساس لأبنائه ليشعروا وكأنهم حققوا مكاسب كبيرة لمجرد أنهم زاروا جبلاً قريباً منهم وقضوا أوقاتاً جميلة بأحاسيس مختلفة به!
خذ زوادتكَ من البيت وامضِ بها مع أسرتك إلى تحت سنديانة معتقة ودلّل الذي خرج لتوّه من الامتحانات فإنك تحقق ما يجب تحقيقه.
سورية من أروع بقاع الأرض حباها الله سبحانه وتعالى جمالاً ساحراً وهذا الجمال قادر على استرداد الروح كما يقولون، وفيها ما يكفي لأسر القلب والعين وما يغني عن زيارة أي بلد آخر.
اكرموا أبناءكم وأريحوا أعصابهم بعد تعب الامتحانات، واكسبوا وإياهم يوماً جميلاً في الأسبوع مرة على الأقل في أحضان طبيعتنا الفاتنة حيث الماء والخضرة وكل ما هو حسن..
ما تقدّم هو توطئة لضرورة أن يلبّي الأبناء رغباتهم الأخرى أيضاً إذ من غير المعقول أن يكونوا كل يوم في مكان جديد ولا أحد يقدر على ذلك، وقد بدأت الكثير من الأندية والمسابح بدوراتها الصيفية وهي فعاليات قادرة على احتواء طاقات أولادنا وتنظيمها بدل خروجها على شكل أفعال قد لا تكون جيدة على الدوام.
كل أيام المدرسة كانت تحت إمرتنا كأهل فهل تكون بعض أيام العطلة الصيفية ملكَ أبنائنا يعبّرون من خلالها عن استقلال شخصيتهم وتحررها وانطلاقها؟