لو حللنا أشعة الشمس التي تصل إلينا لوجدنا أن 9 % منها أشعة فوق بنفسجية تمتص جو الأرض في طبقاته العلوية أغلبها،
ولايصل إلى سطح الأرض منها إلا ماينفع الإنسان والكائنات الحية.وطبقة الأوزون هي التي تمتص الزائد من الأشعة فوق البنفسجية..وهناك 53 % أشعة حرارية تعرف باسم الأشعة تحت الحمراء وتمنح جوّنا الدفء والسخونة وهناك 38 % أشعة تنوير تغمرالأفق حولنا بالضياء، تتناثر منها الأشعة الزرقاء لتبعث لنا هذا اللون الأزرق الصافي في نهار ربيعي مشمس.
تدور الشمس حول نفسها كباقي النجوم من غرب لشرق وتدور حولها تسعة كواكب بمدارات اهليجية.
بداخل كرة الشمس الضخمة تتفاعل الغازات في درجات حرارة عالية تقترب من /40/ مليون درجة في المركز.
وللشمس من قوة الإضاءة مايحد من النظر إليها مباشرة إلا من خلال نظارة سوداء، وتحيط بالكرة المرئية من الشمس طبقة سميكة تعرف باسم (الكرة اللونية) سمكها نحو /600/ ميل وغازاتها أقل كثافة.. لذلك فإشعاعها ضعيف جداً، لايمكن رؤيته في وضح النهار ولكنه يشاهد في بهائه أثناء الكسوف التام.
وقد يصدف أن يمر أحد الأجرام أمام آخر فيحجبه عن بصرنا كما يحدث حين يمر القمر أمام الشمس فيحجبها لثوان أو لدقائق حسبما يكون كسوف الشمس جزئياً أوكلياً..
والكسوف الحلقي عندما يكون القمر في أبعد أوضاعه عن الأرض حيث يحجب جزءاً من قرصها عدا حلقة ويسمى الكسوف عندها حلقياً لنتأمل الشمس أقرب نجم إلينا أنها كرة كبيرة من غازي الهيدروجين والهليوم اللذين يشكلان 98% من مادتها حيث يشكل الهيدروجين 8% والهليوم 18% إضافة لعناصر أخرى مختلفة تشكل 2%.
حجم الشمس أكبر من حجم الأرض بمليون مرة وقد تشكلت منذ آلاف ملايين السنين من تكاثف سحابة غازية ترابية، أخذت ذراتها بالتجمع مصطدمة بعضها ببعض إذا ارتفعت حرارتها بالتدريج وبدأت المواد المشكلة لها بالتفاعل تفاعلاً تدريجياً محولة الهيدروجين إلى هليوم ومطلقة كميات هائلة من الطاقة..
إن العواصف الشمسية العنيفة تسبب ومضات متألقة تشوش على الاتصالات اللاسلكية على الأرض، وكذلك فإن الشواظ الشمسي قد يعوق عمليات النمو على الأرض، والبقع الشمسية أو الكلف هي مناطق أبرد نسبياً من المناطق المجاورة لها وذات حقل مغناطيسي أشد قوة، فبينما نجد حرارة سطح الشمس وسطياً /6000/ درجة مئوية، تكون حرارة البقع نحو /4000/ درجة مئوية، وقد ترى من خلال نظارة داكنة أو عند جنوح الشمس نحو الغروب. وعندما تتوقف تفاعلات الاندماج المئوي فيحدث تقلص كبير في المركز بحيث تتراص ذرات الهليوم مع بعضها ويبدأ الرماد يصبح وقوداً وتنطلق الشمس من جديد في عمليات تفاعل اندماجه.. وتتعرض الشمس بعدها لتغير كبير، ويتمدد قسمها الخارجي ويبرد في حين تستمر التفاعلات في مركزها وتصبح الشمس نجماً أحمر عملاقاً.ويبعد مركزها عن قشرتها لدرجة تجعل جاذبيتها نحو السطح ضعيفة.. ويصل تمدد الشمس إلى حد ابتلاع كوكبي عطارد والزهرة ثم تبتلع الأرض وربما المريخ.. فتصبح الكواكب الداخلية برمتها داخل الشمس حتى حزام الكويكبات. بعد نحو مليارات من السنين ستقترب الشمس المنتفخة من الكرة الأرضيّة وتذيب الجليد من قطبيها وتغمر الفيضانات شواطئ الجزر والسواحل، ويتبخر قسم كبير من مياه المحيطات حيث ترتفع سحب البخار حاجبة ضوء الشمس لبعض الوقت ولكن اقتراب الشمس يزداد وتبدأ المحيطات بالغليان وتتبخر وتحل كوارث مرعبة، تصل إلى ذروتها في ابتلاع الشمس للأرض.. إذاً بعد أن ينفذ الهيدروجين من الشمس ويبدأ استهلاك الهليوم سترتفع أيضاً درجات الحرارة مطلقة الدورة الأخيرة من التفاعلات النووية لتتمدد الشمس ثم تتقلص وتتمدد بمعدل مرة واحدة كل ستة آلاف سنة تقريباً، ثم تنقذف منها كتلة السطح وبعض كتلة المركز في انطلاقة مخيفة من الغاز المركز.. حيث يحيط ماقذف من كتلة المركز بالسطح مطلقاً ضوءاً بنفسجياً فاقعاً ثم يتوهج بلونية الأزرق والأحمر غامراً المجموعة الشمسية من الكواكب المتبقية بسطوع هائل مصدره جزء الشمس المبحر إلى الخارج..
أما الباقي من الشمس، اللهب المكشوف دون سطح فيصبح نجماً صغيراً شديد الحرارة يبدأ بالتبريد والتكاثف شيئاً فشيئاً حتى تصل كثافته حداً يجعل وزن حبة الحمّص يقارن الطن، وتتحول الشمس إلى قزم أبيض يتفسخ ويهرب منه الضوء ليصبح قزماً فحمياً أسود يجرفه التيار كجسم معتم..