ففي العام الذي اعلنت الوزارة عن اكبر رقم للقدوم السياحي اشتكى اصحاب المنشآت السياحية في الساحل السوري من فقدان زبائنهم الذين لم يغيبوا لسنوات طويلة واعلنوا عن ايام مجانية واسعار مخفضة ولكن كل ذلك لم ينفع وكان اكثر من نصف مليون سوري يتنزهون ويتسوقون في المدن التركية وشرم الشيخ وبنفس العام اعلنت الوزارة عن مساهمة كبيرة بالناتج المحلي ولكن احدا لم يلمس ذلك حتى الحكومة حينها اقرت بعدم انعكاس ذلك على المواطنين وهذا ربما يؤشر لسياحية الرقم.
هذه الايام طالعتنا الوزارة بأرقام المشاريع التي تم الترخيص لها وقيمتها الاستثمارية كمؤثر على اداء الوزارة ولكن قبل ذلك اعلنت الوزارة عن عشرات المشاريع في سوق الاستثمار السياحي ولكن على الارض فالمسافة بين ارقام التنفيذ والارقام التي اعلنتها الوزارة كبيرة جدا حتى ان المشاريع التي كانت قيد التنفيذ توقف البعض منها.
خلاصة ماتقدم فان الوزارة تجيد سياحة الارقام في وقت يتساءل فيه الناس عن دور الوزارة في حل المشاكل العالقة معها كمسألة الاستملاكات البحرية في اللاذقية رغم وعود الوزيرة في اول ايام توليها للوزارة والمشاكل العالقة مع الشركات السياحية والنقل المشترك.
تطالعنا الوزارة كل فترة عن تكريم حصلت عليه لتميز مشاركتها في معرض من معارض التسويق السياحي العالمي ولكن مامعنى هذا التكريم والمشاركة فالاجدر بالوزارة تنظيم العلاقة مع المكاتب السياحية ووضع الاليات والضوابط لممارسة النشاط السياحي وتوفير المبالغ لأهل المواقع السياحية وتشجيع السياحة الداخلية الشعبية.
ان كورنيش طرطوس الذي اقامه مجلس مدينتها يستقطب سياحا يفوق عددهم كل ماتستقطبه منشآت وزارة السياحة التي وضعت يدها على شاطئ اللاذقية منذ سبعينات القرن الماضي دون ان تفعل شيئا فالعبرة للارض وليس للارقام الفلكية.