لكننا أبناء الحياة والعطاء ولايمكن أن نستسلم لسنوات سوداء جاءت وستذهب كسحابة صيف, لايمكن للفرح إلا أن يعود ويطرق قلوبنا, فمثلاً عندما ترى السوريين على مسرح تدمر الأثري, ذاك المسرح الشامخ بالحضارات والبطولات والذكريات الجميلة تشعر وكأن سنوات كنّا نَحِن لها قد بدأت تعود تدريجياً, مشهد لايعرفه ولايدركه إلا السوريون وحدهم, فهم من عانوا وصبروا وصمدوا ليحصدوا نتائج جمّة لن يصدقها الرائي من شدة عظمتها.
وجود السوريين في كل مكان على مختلف الجغرافية السورية سواء في تدمر أو في غيرها, وهذا الفرح الذي يعتلي وجوههم... انتصار حقيقي على عدوان مرير أرادوه لنا شذاذ الآفاق, انتصار على التآمر والخذلان وممالك الرمال.
في الحرب ثمة آلام وجراح, نعم تلك حقيقة لايمكن إنكارها, وربما كبرنا بعض الشيء فالحِمل ثقيل, وكثرت في دواخلنا أمنيات الرجوع إلى الماضي وتفاصيله التي ظن البعض أنها لن تعود, لكنها عادت رغماً عن كل شيء أرادوه, عادت بيد السوريين الذين لم يستكينوا يوماً ولن يستكينوا.
سنمضي قدماً في انتصاراتنا وفي إعادة الحياة والإعمار وبناء الإنسان من جديد, علينا أن لانؤجل شيئاً فمفاتيح الزمن والحياة ليست ملكاً بأيادينا, لكننا مؤمنون أن من صنع كل مانراه اليوم سيصنع الغد فنحن أولاً وأخيراً لانملك إلا الإصرار على الحياة والعطاء.
ammaralnameh@hotmial.com