تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانتحار في الجيش الأميركي.. أزمة تتفاقم

موقع wsws
ترجمة
الأثنين 6-8-2012
ترجمة : حسن حسن

يواجه الجنود القدامى والعاملون عند عودتهم من العراق وأفغانستان ظروفاً اجتماعية صعبة. وحسب تقرير نشرته وكالة اسوشيتدبرس حصلت عليه من وزارة الدفاع الأميركية/ البنتاغون/ ،

جاء فيه أن أكثر عناصر القوات المسلحة الأميركية انتحروا في غضون ستة الأشهر الأولى من عام 2012 وهي النسبة الأعلى من 11 عاماً مضى.‏

ويكشف هذا التقرير أيضاً أن 154 جندياً انتحروا خلال الـ 155 يوماً الأولى من عام 2012 وأن عدد القتلى انتحاراً بلغ 50 بالمئة من عدد الذين قضوا في معارك خاضوها في أفغانستان خلال المرحلة نفسها وتمثل زيادة بنسبة 18 بالمئة من المنتحرين في الجيش العامل مقارنة بعام 2011.‏

منذ بداية الحرب في أفغانستان عام 2001، بلغ وسطي عدد المنتحرين بنسبة منتحر واحد كل 36 ساعة في صفوف الجيش الأميركي، وفي عام 2011 ، بلغ العدد 19.5 بالمئة من إجمالي عدد القتلى المنتحرين وما بين أعوام 2005 و2009 بلغ عدد الجنود الذين فقدوا حياتهم 1100 جندي فقط لا غير.‏

تكشف هذه الاحصائيات المقلقة حجم النفاق اللاإنساني الذي تمارسه الطبقة الحاكمة الأميركية وممثلوها السياسيون الذين أججوا نار النزاع في العراق وأفغانستان وبالنسبة للصفوة الحاكمة. لا يعني لهم الجنود الأميركيون أكثر من أدوات للاستخدام ولا يستحقون أدنى اهتمام عند عودتهم من أتون معارك مميتة.‏

وقد عبر عن ذلك اللواء في الجيش الأميركي دانابيتار، عندما كشف عن دخيلة ما تفكر به كل الطبقة الأميركية الحاكمة في كانون الثاني 2012 بالقول:« لقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن الانتحار هو فعل فردي خالص.. وعلى المستوى الشخصي، سخرت من أولئك الجنود الذين قرروا أن يفقدوا حياتهم في سبيل أن يحل الآخرون مشكلاتهم متبعين الحكمة القائلة: كونوا راشدين ، وتصرفوا كراشدين وحلوا مشكلاتكم اليومية مثلنا». بيتار تراجع عن تصريحاته لاحقاً، لكنه رفض أن يقدم اعتذاراً.‏

إن البؤس العميق والصدمات النفسية التي يعاني منها الجنود القدامى عند عودتهم تضيف مظهراً أكثر عمقاً إلى هذه الأزمة، فحسب وزارة المحاربين القدامى. فإن 18 محارباً من هؤلاء ينتحرون يومياً، وهذا العدد المذهل يظهر أن هناك منتحراً واحداً كل ثمانين دقيقة. وقد روت صحيفة آرمي تايمز أيضاً أن الأزمة المالية عام 2009، تسببت بمحاولة 1868 محارباً الانتحار.‏

وكما لاحظ نيك كرستيال مؤخراً في نيويورك تايمز، أن احصائيات الانتحار عند المحاربين القدامى تظهر أن كل جندي قضى في المعارك يقابله 25 منتحراً.‏

وقد أكدت وزارة المحاربين القدامى أن خطها الهاتفي الخاص بحالات الانتحار والذي يعمل على مدار 24 ساعة متواصلة قد تلقى أكثر من 400000 مكالمة هاتفية منذ إنشائه عام 2007.‏

وقد لاحظ تقرير كرونيكال أوف هاير ايديكاشين أن نصف المحاربين القدامى ممن أجريت عليهم الدراسات قد تعرضوا للانتحار، وأن 20 بالمئة من هؤلاء كانوا يعدون العدة للقيام بذلك، وأن حوالي النصف كانوا يواجهون أعراض شدة قبل الصدمة، في حين كان يعاني ثلث هؤلاء من حالات القلق الشديد وربعهم يعانون من اكتئاب شديد.‏

وزد على ذلك، أن 936000 جندي شخص لديهم مشكلة عقلية منذ عام 2000، والمحاربون القدامى ممن تتراوح أعمارهم بين 17و24 عاماً كان لديهم احتمال التعرض لمثل هذه الأمراض بنسبة بلغت أربع مرات من الجنود الحاليين ممن هم في نفس الأعمار.‏

وقد حاولت تقارير أخرى تسليط الضوء على أسباب هذه الاحصائيات منها المركز الأميركي للأمن الجديد الذي نشر تقريراً في مطلع هذا العام حدد فيها أهم المشكلات التي يواجهها العسكريون منها: الإدمان على الدواء ، الاحساس بالعار، فقدان الإحساس بالمسؤولية وهذه تعتبر عوامل أساسية للانتحار.‏

وقد أوضح الدكتور ديفيدرود، مؤسس المركز الوطني للدراسات الخاصة بالمحاربين القدامى في جامعة اوتاه أن التجربة القتالية والمواظبة على المخدرات هما عاملان أساسيان للانتحار عند العسكريين.‏

هذه المنظمات وغيرها التي أكدت أن زيادة عدد أطباء النفس العسكريين ومضاعفة الوسائل المساعدة لبرامج الوقاية من الانتحار من شأنها أن تحل فعلياً هذه الأزمة- هو في حده الأدنى غير مجد. فهؤلاء عاجزون عن الاعتراف بالصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها المحاربون العائدون إلى البلاد ، على سبيل المثال أشارت وزارة المحاربين القدامى إلى أن حوالي 76000 محارب بلا مأوى كل ليلة وأن معدلات البطالة بين هؤلاء مرتفعة بشكل ملحوظ والأعلى بين مجموع السكان.‏

والأخطر من ذلك أيضاً، أن هذه الجماعات لا تملك إلا وسيلة واحدة لمنع انتحار العسكريين هي بمنع الحرب نفسها. جيلاً بعد جيل الطبقة العاملة التي جندت قواها في الجيش هي مدعوة اليوم للتخلي عنه بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة على الشباب في المجتمع الأميركي.‏

وبينما يرسل الكثير من الجنود للتضحية لصالح الطبقة الرأسمالية الأميركية، فإن أولئك الذين يحالفهم الحظ في العودة من ساحات الوغى يتحتم عليهم في البلاد مواجهة ظروفهم الجسدية والذهنية الصعبة، في كثير من الحالات هذا العبء الثقيل يصعب احتماله.‏

 بقلم: جاك هود‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية