، إما بسبب ضحالة التقديم والطرح أو عدم قدرة مقدميها على جذب اكبر عدد ممكن من الشباب، أو عجزها عن الخروج من العباءة التقليدية، لتخرج من المنافسة دون تحقيق ما أعدت لأجله، ونستطيع القول: إنه لم يتبق من برامجنا الشبابية إلا أغلى شباب الذي لا زال يعرض أسبوعياً، ما جعلنا نسأل: كيف يقيم شبابنا البرامج الشبابية التي عرضت لأجلهم، ويقرؤون ما بين سطورها ؟ وما الأسباب التي جعلتها تعزف عن الاستمرارية برأيهم ؟ وكيف يرغبون أن تكون برامجهم الشبابية ؟ لنتابع ونرى.............
لا ترويج لبرامجنا
رشيد، م، خريج حقوق قال: بالتأكيد البرامج الشبابية أصبحت ضرورة ملحة حالياً, لكن كل ما عرضته قنواتنا الأرضية والفضائية لم يكن كافياً بالكم والنوع, وهذه ليست مشكلة إعلامنا فحسب وإنما الإعلام ككل, فالحاجة للبرامج الشبابية التي تتمتع بمستوى جيد كبيرة إلا أن العرض الذي يقدم والساعات المخصصة لها قليلة، ثم أن الكثير من القنوات العربية تحاول أن تقدم برامج لنشر اللامبالاة الوطنية وهذا ناجم إما عن استسهال العمل البرامجي، او عن خضوع تلك المحطات لمراكز بحثية في الدول الإمبريالية، أما بالنسبة لإعلامنا فلا شك أن التوجه نحو التركيز على الشباب ضمن ساعات برامجية شيء هام لكن هذه البرامج تفتقر لأمرين الأول: الاستمرارية والثاني: الترويج لها، فقد شارك شبابنا من أطياف مختلفة بمثل هذه البرامج لكنها لم تستمر ولم يروج لها على التلفزيون السوري، وعموماً البرامج الحوارية كانت جيدة واعتقد أن البرنامج القوي ذاك الذي يتميز بجمهور ثابت.
محاولات خجولة
فيما ترى تالا، ش، طالبة جامعية أن البرامج التي تهتم بالشباب قليلة ولم تحقق الهدف منها، بالوقت الذي كان يفترض فيه أن تكون أكثر باعتبار أن الشباب الشريحة الأكبر في مجتمعنا ولديهم من القضايا والمشاكل ما يستحق تخصيص برامج هادفة لهم, فحتى برنامج أغلى شباب يحتاج لجاذبية أكثر رغم أنه جيد وهادف,وبالتالي فإن جميع المحاولات لإخراج برنامج شبابي ناضج كانت خجولة وأعتقد أنه لإنضاج هذه التجربة يجب أن يتوفر في البرامج الخاصة بالشباب ثلاثة عناصر هامة، الأول: أن يكون الشباب أبطالاً لها بحضورهم الفعال، والثاني أن يتحدثوا عن مشاكلهم في الجامعة والمدرسة والعمل بأنفسهم، والثالث: أن تكون هذه البرامج صلة وصل بين الشباب والمسؤول للوقوف على مشاكلهم ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها وبهذه الحالة أعتقد أنها تحقق الهدف منها.
صلة وصل بين الشباب والمسؤول
أما لينا، ر, طالبة ماجستير فترى أن البرامج الشبابية لم تؤد الغرض منها لأنها لم تلامس الحاجات النفسية للشباب واكتفت بالحاجات العلمية فقط, كما أنها لم تخرج عن التقليد في التقديم والأداء وكيفية طرح الموضوع، فكانت برامج نمطية، لهذا أعتقد أن الإعلام يجب أن يأخذ دوره التوعوي والتربوي والأخلاقي عبر بعض البرامج الشبابية الهادفة التي تلامس قضايا الشباب عن كثب بحضور أكاديميين مختصين بحيث تطرح المشكلة وحلها بطريقة عملية وأداء يتمكن من جذب الشباب وتكون بالوقت ذاته صلة وصل بين الشباب والمسؤول.
لابد من الحوار والبعد عن النمطية
فيما ترى لانا وهي مدرسة أن قنواتنا المحلية لم تستطع بعد تقديم برامج شبابية تتمكن من خلالها من استقطاب عدد كبير من الشباب لهذا نجدهم يتوجهون لقنوات أخرى والتي من الممكن ان تلعب دوراً سلبياً وتدفعهم لاتجاهات خاطئة وإذا كان برنامج أغلى شباب يحاول أن يقدم شيئاً فلا شك أنه لم يصل بعد لمرحلة النضج من حيث قدرته على المساهمة في حل المشاكل التي يعانيها شبابنا ومع احترامي لأسرته التي تسعى للنجاح إلا انه بحاجة للعمل عليه أكثر ليتمكن من دراسة واقع شبابنا أكثر ومساعدتهم في تخطي المشاكل والمعوقات بطريقة جذابة أكثر، كما لابد من الإكثار من البرامج الشبابية الهادفة أي القادرة على جذب الشباب وطرح قضاياهم بطريقة حوارية بعيدة عن النمطية والقوالب الجاهزة وبمساعدة مختصين، وتكون بالوقت ذاته قناة مفتوحة مع المسؤولين لتتمكن من تحقيق أهدافها.
مضمونها معقول ولكن ؟
بالمقابل يؤكد نور، ع، مهندس أن معظم البرامج الشبابية التي تعرضها قنواتنا المحلية ذات مضمون معقول إلا أن الأسلوب الذي تعرض به غير جاذب للشباب رغم أن هذا الأمر أساسي كي تتمكن هذه البرامج من الوصول لعقول الشباب ومناجاتهم لتوعيتهم وتكريس القيم الأخلاقية لديهم وبالوقت ذاته مساعدتهم في تخطي الكثير من المشاكل والمعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق مسيرتهم العلمية والعملية والاجتماعية، ويضيف: لا أغالي إذا قلت إن معظم القنوات التي تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة تكون البرامج الشبابية فيها فعالة وجذابة والوقت المخصص لها جيد على خلاف برامجنا.
رفع عتب
أمامحمد،ز, موظف فيرى أن البرامج الشبابية التي تعرضها قنواتنا المحلية عبارة عن رفع عتب رغم التحسينات الكثيرة التي طرأت عليها, ويضيف: إذا ما بحثنا قليلاً نجد أن نسبة الشباب في مجتمعنا كبيرة لهذا أعتقد أنه لابد من زيادة البرامج الهادفة المخصصة لهم على أن تكون مبنية وفق أسس علمية بحيث يقوم القائمون عليها بإجراء دراسة عميقة لاحتياجات الشباب والقضايا العالقة التي يعانون منها وكيفية جذبهم إليها قبل البدء بعرضها، والاستفادة من القنوات الناجحة لتطوير هذه البرامج وإجراء استبيان للشباب بين الحين والآخر لمعرفة توجهاتهم ومدى إقبالهم على البرامج المخصصة لهم ورصد انتقاداتهم لها ليتم تطويرها وفق رؤاهم وتطلعاتهم والوصول بها إلى مرحلة مميزة على المستويين المحلي والعربي.
لماذا غاب عن شاشتنا ؟
تابعت عام 1999برنامجاً شبابياً على إحدى محطاتنا تحت مسمى برلمانات الشباب للدكتور يحيى العريضي، ولا أغالي إذا قلت إنه كان مميزاً في طرحه للكثير من المشكلات التي يعانيها شبابنا، لكن المفاجئ أنه عندما وصل إلى مرحلة النضج تم إيقافه لأسباب وأسباب وغاب عن الشاشة تماماً، ما جعلنا نضع أكثر من إشارة استفهام لإيقافه المفاجئ.
لنعترف !!!
لنعترف أن معظم برامجنا التي تخص الشباب كانت تفتقد دائماً لعنصر الجاذبية وكيفية الخروج من العباءة التقليدية، ما يجعلنا نؤكد أن مثل هذه البرامج لها خصوصية معينة وبالتالي كان يفترض بمن يعدها ويقدمها أن يكون مختصاً ومحترفاً ويتمتع بطبيعة خاصة ليتمكن من طرح مشكلات شبابنا بأسلوب دمث وشفاف وخفيف على القلوب.
ليس تقزيماً ولكن ؟
لن نجامل إذا قلنا إن برنامج أغلى شباب البرنامج الشبابي الوحيد على ساحتنا الإعلامية حالياً الذي يستحوذ على متابعة كبيرة من شبابنا ومع ذلك لابد من إعادة النظر بكيفية جذبه للمتلقي أكثر وهذا ليس تقزيماً للجهود التي تقف وراءه، وإنما تعزيزاً لها ليتمكن من الوصول إلى مرحلة ناضجة أكثر.
الرقابة مطلوبة
كي نصل إلى مرحلة جيدة في إعداد البرامج بمختلف أنواعها يفترض وقبل الوصول لمرحلة العرض أن يتقدم معد البرنامج بخطة عمل للجنة مخصصة لهذه الغاية بحيث تتضمن الخطة الهدف من البرنامج وطريقة عرضه والطريقة المعتمدة لجذب اكبر عدد ممكن من المتلقين ومدة البرنامج والتوقيت المفضل الذي يجب أن يعرض به وبعد الحصول على الموافقة تعتمد اللجنة المقدم المناسب وتتشارك معه في كيفية التقديم ثم تعمد إلى مراقبة البرنامج، فإذا نجح يتوجب عليها وضع خطوات تطويرية جديدة له، وإذا لم يحقق المطلوب عليها أن تعيد حساباتها وتعمد للتغيير في الأداء أو التقديم وربما تغيير المقدم واستقدام آخر قادر على تنفيذ المطلوب منه بنجاح, هذا إذا ما أردنا صناعة هادفة لبرامجنا.