فبعضنا يدخن، ويعلم أن التدخين وباء العصر، وبعضنا الآخر يستسلم للقلق والتوتر والعصبية ويدرك أن القوي من يملك نفسه عند الغضب.
وفي شهر رمضان المبارك الكثير من الناس الذين يسرفون في الطعام ويعلمون أن المعدة بيت الداء وبالرغم من ذلك يمارسون عادات غير صحية على مائدة الإفطار.
إن الصيام بريء تماماً من المتاعب والآلام والاضطرابات التي تصيب المعدة.
فمثلاً يؤدي الإكثار من شرب العصائر والمياه الغازية أو السوائل عموماً قبل الإفطار أو خلاله أو بعده مباشرة إلى إرهاق المعدة التي هي مرهقة أصلاً بالمواد الغذائية الثقيلة على معدة خاوية.. كما أن الإكثار من السوائل أثناء تناول الطعام يخفف من تركيز العصارات الهاضمة التي تلعب دوراً مهماً في عملية الهضم.. وهذا مادعا الأطباء إلى النصح بتناول الماء بجرعات صغيرة وعلى فترات.
والهجوم على الطعام دفعة واحدة دون إعطاء الفرصة بتنبيه المعدة هو أيضاً من التصرفات غير الصحية على مائدة الإفطار.. لذلك فالنصيحة أن نبدأ بتناول بعض التمر أو الخشاف أو كأس متوسط من العصير المحلى بالسكر أو الشوربة الدافئة التي تناسب المعدة الخاوية، ثم نتناول الطعام بعد ذلك المؤلف من الخضراوات وبكمية معتدلة ومتوازنة مع الابتعاد ما أمكن عن المواد الدسمة والمحمرات والمسبكات والمخللات والبهارات والتوابل التي تشكل عبئاً ثقيلاً على الجهاز الهضمي خاصة المعدة مايجعلها تستغيث طلباً للنجدة.
وينصح علماء التغذية بتناول الحلويات بعد الإفطار بساعتين كماينصحون باتباع القاعدة الذهبية التي تقول أن نأكل حلوى، أو نأكل فاكهة.
إن تلك القواعد الصحية الذهبية من شأنها الاستفادة من الصيام ومن أهدافه السامية والنبيلة.
وختاماً نتمنى أن ننتصر بإرادتنا ووعينا على تلك العادات غير الصحية والسلوكيات الخطرة على مائدة الإفطار حيث إن الأكل والشرب فن وليس مجرد إشباع رغبة فقط حتى يعود صيام هذا الشهر المبارك بالنفع والفائدة على صحة أجسامنا.