تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحولة ....محاولة أميركية جديدة لقيادة العربة السورية

عن موقع The 4th Media
ترجمة
الأربعاء 13-6-2012
ترجمة رنده القاسم

وصف مراقبو الأمم المتحدة الأحداث في الحولة بأنها «ضبابية». غير أن حكومة الولايات المتحدة تجاوزت الأدلة و حملت الحكومة السورية مسؤولية هذه الفظاعة، مع هجوم علاقات عامة(وقح) ضد سورية.

و في ضوء سلسلة المذابح بحق مئات المدنيين الباكستانيين و الأفغان، بما فيهم أطفال، بضربات من طائرات أميركية بلا ربان، فإن الولايات المتحدة لا تملك أية مصداقية في تنصيب نفسها نصيرا للأبرياء.‏

و مع بحث الصراع بالإشارة إلى أهداف السياسة الخارجية الأميركية و الأطراف الأخرى، يبدو أن خصوم سورية يعتمدون على الصراع المسلح و استغلال فرص العلاقات العامة التي يوفرها للالتقاء مع هدفها في تغيير النظام. و بالمقابل دمشق ستكسب أكثر إذا هي استنبطت طريقة للتعامل مع المعارضة عوضا عن محاولة الفوز بحرب تستخدم النيران مع متمردين يلقون دعما دبلوماسياً و ماديا مرعبا من قبل الولايات المتحدة و ملوك النفط الخليجيين.‏

في الصراع السوري الأهداف هي:‏

- السعودية و قطر و ملوك آخرون في مجلس التعاون الخليجي يريدون إحلال قيادة تابعة لهم.‏

- الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يسعون إلى إجبار النظام السوري البعثي القومي العربي الحليف لروسيا و المدعوم من إيران و الداعم لحزب الله على التخلي عن السيطرة على الدولة السورية. و في النهاية، تريد واشنطن أن ترى دولة تابعة في دمشق تطرد روسيا من قواعدها البحرية في المتوسط و تحطم روابطها مع إيران و توقف دعم حزب الله و تقبل ضم إسرائيل لهضبات الجولان و تفتح اقتصادها للشركات و المستثمرين الأميركيين. و سواء أكانت واشنطن مدركة أم لا لالتباس هذه الطموحات، غير أنها تبدو مطامح تعتنقها دول الولايات المتحدة.‏

- الاسلاميون و القاعدة يريدون إسقاط الحكومة السورية العلمانية.‏

- المعارضة في الخارج و المسلحة في الداخل يسعيان للحلول مكان الرئيس كحكام محليين، مع كسب دعم الولايات المتحدة بتصريحهم الالتزام بمصالح وول ستريت و الإدارة الأميركية.‏

- يجب على الحكومة السورية الصمود في وجه معارضة عاقدة العزم و مع القليل من الحلفاء.‏

و في ضوء هذه الأهداف، من المستبعد جدا أن تكون قوات المعارضة المنظمة ضد الحكومة السورية ملتزمة بإخلاص بخطة أنان للسلام. فبما ان الخطة تسعى الى ايجاد توافق بين الحكومة السورية و المعارضة الداخلية دون مطالبة بحل الحكومة، فإنها فشلت في إرضاء هدف المعارضة في تغيير النظام.‏

غير إن الخطة تعد بسبيل لتحقيق هدف الحكومة السورية في البقاء، و لذا فان دمشق ، من بين كل الأطراف المذكورة أعلاه، هي ذات الالتزام الأكبر بتنفيذ الخطة. و من جهة أخرى، و مع كونها ملتزمة بإسقاط النظام في سورية و عدم التسوية معه، فإن المعارضة ستميل إلى الالتزام الخطابي بالخطة بينما تستمر في دعم هدفها لتغيير النظام عبر النزاع المسلح، معتمدة على دعم مادي و دبلوماسي و معنوي من الولايات المتحدة و حلفائها.و هذا ما يضع دمشق في مأزق، فإن هي فشلت بالرد على هجمات المعارضة عندها ستعرض استمرارها للخطر، و إن ردت ستتهم بانتهاك خطة السلام.‏

الفظاعات أحداث مألوفة في الحرب. و في آخر الأمر يفترض المرء أن واشنطن و أوروبا هما المستفيدان منها. فإلقاء اللوم على الحكومة السورية سيسمح لواشنطن بتصعيد الضغط على السوريين و إحراج مؤيديهم للانسحاب من الدعم أو إضعافه وتقوية الدعم الشعبي للتقدم نحو غزو سورية.‏

الأحداث المحيطة بمجزرة الحولة، وفقا لكلمات مراقبي الأمم المتحدة، ضبابية، و هوية أولئك الذين قاموا بقتل مائة و ثمانية مدنيين ، معظمهم عن مسافة قريبة، لا تزال غير واضحة.‏

وبينما كانت القوات السورية منهمكة بقتال متمردين مسلحين في المنطقة، وجد مراقبو الأمم المتحدة بأن أقل من عشرين شخصا قد ماتوا بنيران مدفعية الحكومة. و ورد في صحيفة وول ستريت : (اعترف مقاتلو التمرد بشن قتال مع قوات الحكومة أقوى مما أعلن عنه في البداية.. ويبدو أن هذا القتال هو سبب لجوء الحكومة لقصف المدفعية).‏

ورغم ضبابية الحدث ، حملت واشنطن مباشرة دمشق مسؤولية المذبحة، ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أحداث الحولة بأنها : (مذبحة غير قابلة للتبرير إطلاقا ضد أطفال أبرياء و نساء أطلقت النيران عليهم على مسافة قريبة من قبل النظام على حد زعمها وأضافت: (المرتكبون تلقوا مساعدات و تحريضاً من قبل الإيرانيين، الذين قاموا بالتباهي بها طوال نهاية الأسبوع).و لم تكلف نولاند و لا مواطنوها الشركاء في فن البروبوغندا أنفسهم عناء الغضب لأجل 175 طفلا و 828 مدنيا قتلتهم الطائرات الأميركية بلا ربان في باكستان منذ عام 2004، و هي بالتأكيد أعمال قتل قذرة و حقيرة و غير قابلة للتبرير بحق أطفال و نساء قتلوا على يد سفاحي حكومة الولايات المتحدة الجالسين خلف أجهزة الكمبيوتر، و في حالة قتلهم لم يكن هناك ضبابية حول الماهية الحقيقية للقتلة.‏

وفظاعات الولايات المتحدة لا تخفف من هول مذبحة الحولة و لا تعذر المتورط، فالقتل بالتأكيد قذر و حقير و لا يمكن تبريره، و لكن هناك نقطتين:‏

- خلافا لحالة العدد الأكبر من المدنيين الذين قصفتهم الولايات المتحدة، فإن من غير الواضح ما إذا كانت دمشق متورطة في عمليات القتل بالحولة، فالأدلة بالكاد تكون مقنعة و تشير فقط بقوة إلى ارهابيين مدربين، سجل الولايات المتحدة حافل بقتل حقير و قذر و غير مبرر لأطفال أبرياء و نساء على يد قوات الولايات المتحدة على نطاق أوسع بكثير مما حدث في الحولة. و في حال كان هناك دليل قوي على أن دمشق من قام بالضغط على الزناد فإن شجب واشنطن للحكومة السورية سيكون كاذبا، و لكن مع غياب هذا الدليل فان قيام واشنطن بتخصيص الحكومة السورية باللوم على الفظاعات المرتكبة ليس فقط نفاقا بل وأيضا سياسة بشكل واضح، انه انطلاق آخر في حرب تسعى لوضع واشنطن بشكل أكثر ثباتا في مقعد القيادة في سورية.‏

 بقلم ستيفن غواناس كاتب كندي و ناشط سياسي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية