تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأمم المتحدة .. وسياسة العميان !!

شؤون سياسية
الأربعاء 13-6-2012
محمد عبد الكريم مصطفى

أفضل تشبيه ينطبق على سياسة الأمم المتحدة في معالجتها لقضايا الشعوب الفقيرة والإدعاء بالحفاظ على مصالحها ومستقبلها ، هي سياسة العميان الذين تقودهم العصا البيضاء في شارعٍ مليء بالزحام بحيث تلتطم بالأشياء

دون أن تحدد مسارات الطريق الآمنة ، هكذا نجد أن ما تقوم به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها تعتمد سياسة العميان في التعامل مع الأحداث وهي تتبنى أكثر من معيار في تحديد الواقع وتختلف رؤيتها لطبيعة المشكلة أو الحدث تبعاً للدولة أو البلد التي تتعلق بها هذه القضية ، وتترك لنفسها مساحة واسعة من هامش المناورة في تحديد الموقف وآلية العمل الواجبة انطلاقاً من مناهج وأسس متحركة تكون معدة في أغلب الأحيان مسبقاً بما يتماشى ومصالح الدول الاستعمارية الكبرى .‏

ومن خلال إلقاء نظرة موضوعية على الأحداث العالمية عبر التاريخ و الطرق التي تدخلت فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي نجد أنها بالمجمل لم تقم يوماً على مبدأ خدمة مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب في أي بلد دخلت إليه المنظمة الدولية ولم تقم بالحفاظ على الحقوق الطبيعية والوضعية للأقليات في هذا البلد وبالتالي يكون تدخل الأمم المتحدة لمجرد تلبية أجندات معدة مسبقاً لصالح قوى عظمى ويكون تنفيذها على حساب حياة ومستقبل شعوب هذه الدولة .‏

إن ما يجري الآن في سورية ليس خارج هذا الإطار بالرغم من وجود عامل ردع جديد في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، يتمثل بالمواقف الواعية والأخلاقية لكل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية وحلفائهما في حلف شنغهاي , وعلى الرغم من صلابة وثبات الموقف الروسي الصيني تُحاول مجموعة « أعداء سورية » الذين تُمثلهم الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها وبمشاركة أعراب الخليج تمرير مخطط تقسيم سورية وتفتيتها خدمة للمشروع الصهيوني بإقامة مملكة يهوذا الكبرى ، من خلال استصدار قرار ضد الحكومة السورية تحت الفصل السابع بحجة أي من المسميات التي تعودنا أن نسمعها من الغرب وجعلها مطية لتنفيذ المخطط العدائي على الشعب العربي السوري.‏

إن دور بعثة المراقبين الدوليين على الأرض يتعدى مهامها المرسومة وفق البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية وهناك إشارات استفهام كبيرة شعبية وإعلامية حول الدور المشبوه الذي يقوم به البعض من البعثة على الأقل ، كما أن مواقف المبعوث الأممي « كوفي عنان » لا تُبشر خيراً في ظل تعاميه عن الدور السلبي الواضح للمعارضة السورية من جهة ولبعض دول المنطقة وبعض القوى العالمية من دعم مباشر وغير مباشر للإرهاب على الأرض السورية من جهة ثانية ، في الوقت الذي قامت فيه الحكومة السورية وجيشها الباسل بتنفيذ شروط خطة عنان بدقة ، بينما تزايدت هجمات الإرهابيين على المدنيين وعلى مواقع حفظ النظام على حد سواء ، و من واجب الحكومة السورية وفق الدستور السوري وبما تحدده الشرائع الدولية والقوانين المعمول بها في كل بقاع الدنيا أن تقوم بمكافحة الإرهاب ومواجهة العصابات المجرمة على أراضيها والقضاء عليهم حرصاً على سلامة الدولة بمؤسساتها الرسمية والشعبية، وإن ما تقوم به العصابات المتواجدة على الأراضي السورية من مجازر يومية وأعمال قتل واختطاف واغتصاب لمواطنين أبرياء يفوق أي شكل من أشكال الإرهاب الدولي ، وعلى الأمم المتحدة كمنظمة دولية أن تُدين هذا الإرهاب وتُساعد الحكومة السورية على إقصائه بكل الوسائل والسبل الممكنة .‏

وأما عن دور الجامعة اللاعربية وأمينها اللاعربي « المدعو نبيل وهو من اسمه براء» في الأزمة السورية نستطيع القول إن هؤلاء هم العميان الحقيقيون ، لأن من لا يعلم نوع الشوك الذي يزرعه بيديه الآثمة في الطريق إلى سورية ، لا يستطع تقدير عتبة الألم التي تنتظره جراء أعماله الفخرية ودوره القذر في تأجيج الفتنة على الأرض السورية، ومهما ابتدعوا من وسائل وأساليب مشبوهة لتغييب الحقيقة عن الرأي العام العربي والدولي عبر حجب القنوات السورية التي أربكتهم، وتسخير المئات من القنوات المأجورة لتمرير فبركاتهم وأكاذيبهم عن الأحداث في سورية ، لن يتمكنوا من ثني الشعب السوري عن مواقفه العروبية ، ولن يُضعفوا من مناعته في وجه كل أنواع الهجمات الاستعمارية التي يعمل عليها عملاء الإمبريالية في قطر والسعودية من خلال تقديم كل وسائل الدعم للإرهابيين ، وستكون الصدمة الكبرى التي يصعب عليهم تحمل نتائجها ، عندما تعلن سورية إشارة النصر النهائية ، بإنجاز الإصلاحات العامة بالتزامن مع القضاء على الإرهاب ومنابعه الرئيسية .‏

Email:m.a.mustafa@mail.sy

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية